ضجت منصات الإعلام الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة بالشبهة الأخلاقية والجنائية التي أثيرت ضد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعلى الأغلب فإن القضية هي إحدى أوجه الصراع "القذر" على السلطة وخلافة مقعد الرئيس، خاصة بعد المؤشرات التي برزت مؤخرا وأظهرت محاولات الحمد الله تسويق نفسه وتعزيز فرصه في خلافة رئيسه، فلا يخفى على أحد الدور البارز الذي بدأ يلعبه رموز السلطة لتعزيز فرصهم في خلافة "الرئيس"، وبدأت العديد من الشخصيات التي تتصارع على المنصب بتعزيز العلاقة مع دوائر الاحتلال المختلفة بالتوازي مع تكثيف الاتصالات مع صناع القرار في الإدارة الأمريكية ونسج علاقات إقليمية مختلفة، ويعتقد هؤلاء أن أقصر الطرق لتحقيق طموحهم الرئاسي هو التقرب من صانعي القرار في (تل أبيب)! ويتنافس في ذلك المتنافسون، والتنافس هنا ليس شريفا ولا عفيفا، وهو بالتأكيد غير ذي صلة بمصالح وأهداف شعبنا الوطنية، فهو من جهة تنافس على إثبات القدرة والكفاءة على استدامة "الهدوء" في الضفة الغربية وتثبيت نظرية التنسيق الأمني المقدس التي تبناها وطورها رئيس السلطة الحالي " أبو مازن" إضافة لاستمرارية نهج السلطة تجاه غزة وفصل الضفة عنها، ومن جهة أخرى فهو تنافس تستخدم فيه أبشع الوسائل المخابراتية التي تشبه إلى حد بعيد طريقة إسقاط العملاء التي يتبعها الشاباك الصهيوني وخاصة الابتزاز الأخلاقي مع زبائنه المستهدفين، وهي وسيلة تجيدها الأجهزة الأمنية، وقد شهدت الساحة الغزاوية بعد قدوم السلطة العديد من حالات الابتزاز المالي والأخلاقي "الإسقاط" التي مورست من بعض أجهزة أمن السلطة أو أفراد في هذه الأجهزة في حينه ضد تجار وشخصيات عامة وصناع قرار في مواقع مختلفة من أجل تحقيق مآرب وأهداف مختلفة...
يبدو ان أهداف الاحتلال في إنشاء سلطة أوسلو تتحقق بجدارة، فقد أراد الرئيس الراحل أبو عمار تحويل السلطة الفلسطينية إلى دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس، بينما أراد الاحتلال إنشاء سلطة وظيفية تحفظ أمن واستقرار الاحتلال من خلال صناعة نخب وجماعات مصالح تتمتع بالامتيازات المادية والمعنوية يصبح همهما الأول الحفاظ على امتيازاتها حتى لو على حساب الحد الأدنى من الثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى...
ومع نجاح الاحتلال في هدفه من إنشاء سلطة أوسلو تتحول هذه السلطة وشخوصها إلى عبء على الشعب الفلسطيني بل وعائق كبير أمام مشروع التحرير والعودة يجب الفكاك منه اليوم قبل الغد.