قال مسلم عمران رئيس منظمة الثقافة الفلسطينية في ماليزيا، إن التحقيقات باغتيال الشهيد العالم المهندس فادي البطش، تحرز تقدمًا، "ففي كل لحظة تمضي هناك انجاز يتحقق في كشف المتورطين".
ومن المقرر وصول جثمان الشهيد البطش اليوم الخميس، إلى قطاع غزة، برفقة زوجته واطفاله الثلاثة.
وأكدّ عمران في حديث خاص بـ"الرسالة" أنّ السلطات الرسمية تحقق على مدار اللحظة للكشف عن الجناة، وكشفت صورًا لبعض المشتبه بهم في جريمة الاغتيال، ولا تزال تشك في وجودهم داخل البلاد، كما انها عممّت صورهم للانتربول ووسائل الاعلام، أملًا في العثور عليهم واعتقالهم.
وذكر أن هناك معلومات صارمة من القيادة السياسية الماليزية للكشف عن الجناة، "والقرار هو عدم السماح باستباحة سيادة الدولة الماليزية وارتكاب جرائم فيها من طرف جهات معادية، لاسيما في هذه الفترة الحساسة"، مشيرا إلى أنه سيكون هناك جهود مضافة للكشف عن الجناة.
وذكر أن الدولة الماليزية مقتنعة أن جهات اجنبية معادية للفلسطينيين تقف خلف جريمة الاغتيال" بغية منع اندلاع انتفاضة جديدة"، وتشير بأصابع الاتهام للكيان؛ لكنها تريد تحري الدقة والوصول الى الجناة بشكل فعلي، "ونحن نحترم عمل وجهود الدولة الماليزية".
وعرّج مسلم، على صفات الشهيد فادي الذي أمّ مساجد مختلفة في ماليزيا سيما في شهر رمضان المبارك، كونه حافظًا للقرآن وشارك في مسابقات حفظ دولية، اضافة إلى حصوله على جوائز تميز من الدولة لم تحظ بها شخصيات عربية اخرى، لافتا إلى أن لجان ومؤسسات تعليمية ماليزية مختلفة اصدرت بيانات نعي للشهيد الذي نشر ما يزيد عن 18 بحثًا علميًا.
وأكدّ أن فقدان الشهيد ترك أثرا كبيرا في أوساط الجالية الفلسطينية والعربية، وحتى في اوساط المجتمع الماليزي الذي تعرف على الشهيد عن قرب خلال مسيرة سبعة سنوات من تواجده في البلاد.
وأكدّ أن ماليزيا ستظل تحتضن القضية الفلسطينية وتوفر الدعم الانساني والسياسي لها، مشيرا إلى أن مجمل التصريحات الصادرة من المسؤولين الامنيين والسياسيين في البلاد تشير الى احتمال تورط الموساد في عملية الجريمة.
وأضاف: "الاحتلال متخصص في ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان والاعتداء على سيادة الدول والحكومات، ولديه تاريخ ضالع في ارتكاب جرائم قتل بحق الابرياء العزل دون أي مبررات اخلاقية".
وفي غضون ذلك، تطرق الى مساعي الاحتلال الرامية لشيطنة الدور الماليزي الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدّا أن الاحتلال يهدف لشيطنة الدول المتعاطفة مع غزة لاسيما على الصعد الانسانية والسياسية.
وذكر أن الاحتلال يسعى دائما لإثارة القلاقل والتضييق على الدول المحبة للشعب الفلسطيني، "لكن المواقف الرسمية والشعبية الماليزية لا تبدي بالا لمثل هكذا "بربوغندا".
وتابع: "المجتمع المدني اظهر جدية في دعمه للقطاع الانساني وأفشل كل مساعي الاحتلال الرامية لضرب البيئة الايجابية الداعمة للقضية".
ولفت إلى أن عائلة الشهيد واصدقاءه اقاموا منزل عزاء لاستقبال المهنئين باستشهاده في مسجد ايدامان.
وتعرض الشهيد البطش لعملية اغتيال، فجر السبت، في العاصمة الماليزية، فيما قالت السلطات إن الجناة عليهم ملامح قوقازية، واعلنت عن توقيف بعض المشتبهين في الحادثة.
وأظهر موقع الجريمة، تعرض الشهيد البطش إلى نحو 14 رصاصة خلال مغادرته المنزل متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، في غومباك أحد ضواحي العاصمة كوالالمبور.
وأعلن قائد شرطة العاصمة الماليزية، فتح "تحقيق معمق" في واقعة الاغتيال، وقال "نحقق من جميع الزوايا، يجب أن نجري تحقيقاً دقيقاً ومعمقاً، إنّها قضية دولية"، وأوضح أنّه سيتم تسليم جثمان البطش إلى عائلته بعد انتهاء التشريح.
وانتقل البطش للعيش في ماليزيا منذ قرابة عشر سنوات، لاستكمال دراسته الجامعية العليا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في علوم الطاقة من جامعة مالايا الماليزية.
ونشرت الشرطة صورة جديدة لأحد المشتبهين الرئيسيين بجريمة الاغتيال.
يأتي ذلك بعد أن كشفت الشرطة مكان الدراجة النارية التي استخدمها القتلة، وتحمل رقم التسجيل (BKJ 413)، وتركت قرب بحيرة تبعد حوالي تسع دقائق عن مسرح الجريمة.
وكان قائد الشرطة الماليزية فوزي هارون قال في مؤتمر صحفي: أن المشتبه به تواجد في البلاد منذ شهر يناير لهذا العام (قبل حوالي 4 أشهر من تنفيذ الجريمة)، موضحًا إلى احتمالية استمراره بتغيير مظهره كون الشرطة تتعقبه، ولم تستبعد الشرطة استخدامه لوثائق مزيفة لدخول ماليزيا.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان المشتبه بهم عملاء أجانب، قال هارون: إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي ذلك، مضيفا: "لكننا نعتقد أنهم مدربون تدريبا عاليا، حيث إن الضربة تمت بطريقة احترافية".
وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد أكد في تصريح صحفي وصول وفد قيادي من الحركة إلى ماليزيا، لعقد لقاءات مع المسؤولين هناك، والوقوف على كل ملابسات هذه الجريمة.
وقال هنية: إن حركته ستقوم بكل ما يلزم من أجل كشف ملابسات جريمة اغتيال العالم المهندس فادي البطش، مشددًا على أن من نفذ الاغتيال سيدفع الثمن، وقال: "سوف يكون بيننا وبينه فاتورة حساب مفتوح بهذا الموضوع، وسوف يدفع الثمن قطعاً".