رأى مسلم عمران رئيس منظمة الثقافة الفلسطينية في ماليزيا، أن الموقف الماليزي الرافض للتطبيع يأتي في سياق الرد غير المباشر على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه باغتيال العالم الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش.
واستشهد عمران في تصريحات خاصة لـ"الرسالة نت"، بحديث رئيس الوزراء الماليزي محمد مهاتير "إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا مع (إسرائيل) لكننا لا نريد أن نستقبل أحدا من ممثليها"، معتبرا أن هذه الاقوال تحمل موقفا ماليزيا غير مباشر من الرد على اغتيال البطش.
وكان البطش قد اغتيل في شهر أبريل من العام الماضي، على يد عناصر من الموساد الإسرائيلي.
وأضاف عمران: "لا شك أن الموقف الماليزي الرسمي منسجم مع الرأي العام هناك برفض التطبيع مع الاحتلال، لكنّها كانت رسالة غير مباشرة بأن ماليزيا ترفض المساس باستقرارها، وعليه أخذت قرارا بعدم استقبال ممثلي الكيان داخل أراضيها".
وأشار إلى أن الموقف الماليزي الرافض للتطبيع هو تعبير عن الحالة الشعبية القوية المؤيدة للحق الفلسطيني، "وحملات المناصرة على مدار السنوات الماضية أظهرت أن الشارع الماليزي متعاطف مع القضية وترجم ذلك عمليا عبر قيادته المنتخبة".
وقارن عمران بين الموقف الماليزي الرافض للتطبيع ومواقف أنظمة عربية مؤيدة له، قائلا: "كان بإمكان ماليزيا ان تجاري المطبعين، لكنها عبرت عن صلابة الموقف الشعبي والقيادة السياسية الرافضة له".
وذكر أن القيادات الماليزية بمختلف مشاربها السياسية اجتمعت على قضية فلسطين، و"أتوقع أن تستمر السياسة الخارجية المؤيدة للحق الفلسطيني".
وأوضح مسلم أن القيادة الماليزية تنظر للاحتلال على غرار نظرتها للنظام العنصري في جنوب أفريقيا.
وبيّن أن الموقف الماليزي نابع من قناعات بضرورة مناصرة المستضعفين، مشيرا إلى أن القيادة الجديدة بدأت تهتم بالملفات الخارجية بعد استعادة عافيتها واستقرار أوضاع بلادهم الداخلية عقب الانتخابات التي جرت في شهر مايو الماضي.
وعرج مسلم على المكالمة التي جرت بين إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة ورئيس الوزراء الماليزي محمد مهاتير، حيث أكدّ الأخير تضامنه مع الشعب الفلسطيني وحقه.
وأضاف أنّ مهاتير أكدّ أن (إسرائيل) دولة مجرمة، وستواصل ماليزيا بذل كل ما لديها من طاقة وجهد، إلى حين استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه.
ولفت إلى وعود ماليزية بتقديم الدعم للمؤسسات الطبية في القطاع، إضافة إلى وعود مماثلة من جاكرتا.
وأعلنت ماليزيا رسميا رفضها استقبال رياضيين إسرائيليين في بطولة دولية للسباحة البارالمبية 2019 التي ستقام في ولاية (ساراواك) شرق ماليزيا في 29 يوليو المقبل.
وقال رئيس الوزراء الماليزي محمد مهاتير في مؤتمر صحافي، "إذا كان الرياضيون الإسرائيليون مصرّين على المشاركة في البطولة فهذا يعتبر خرقا لمبادئ السياسة الماليزية"، مشيرا إلى أن الجهات المنظمة إذا أرادت سحب حق الاستضافة من ماليزيا "فيمكنها فعل ذلك".
وكانت اللجنة الأولمبية الإسرائيلية احتجت مؤخرا على قرار السلطات الماليزية حيث ضغطت (إسرائيل) على المنظمين لحصول تأشيرات لرياضييهم.
يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ألغى اتفاقا مع ماليزيا أبرمه في عام 2013 بشأن استضافة كوالالمبور مؤتمرا دوليا له عام 2017 على خلفية شكوى تقدم بها الاتحاد الإسرائيلي للعبة بسبب عوائق فرضتها السلطات الماليزية أمام الإسرائيليين للحصول على تأشيرات الدخول.
وترفض السلطات الماليزية بشكل واضح المبادرات الإسرائيلية لإنشاء علاقات دبلوماسية وتجارية منذ ستينيات القرن الماضي حيث تقول "إنها لن تفعل ذلك لأن جزءا كبيرا من الشعب الماليزي يرفض هذه العلاقات".