قائمة الموقع

مقال: الشباب الثائر اسم على مسمى

2018-04-30T04:16:18+03:00
LZs6i
بقلم :مصطفى الصواف

كانت الجمعة الخامسة من مسيرات العودة وكسر الحصار الأكثر التي أثرت في نفسي وشعرت أن حلم العودة وكسر الحصار قد اقترب، ما حدث على الأقل فيما شاهدت وأنا على (ملكة) يدلل بشكل قاطع أن زوال الاحتلال بات حقيقة مؤكدة لا جدال فيها رغم ما يفعله الاحتلال من قتل وإرهاب ويسانده في ذلك المنهزمون نفسيا المروجون لفكر الهزيمة في أي مكان كانوا وبأي لغة تحدثوا.

نعم كانت جمعة الشباب الثائر اسما على مسمى رغم أن ما فعله المنتفضون على الحدود الشرقية في غزة والوسطى والجنوب شارك فيه الشباب والنساء والاطفال وكبار السن ، كانت لحظة اقتلاع السلك الزائل لحظة اختلطت فيها المشاعر وأجهش العديد من الحضور بالبكاء وارتفعت صيحات التكبير والتحميد رغم رمزية الحدث؛ ولكنها كانت رمزية تعبر عن حق مشروع للفلسطيني في استرداد أرضه التي سلبت منه قبل سبعين عاما ليقيم عليها الاحتلال الصهيوني كيانه الغاصب على أرض مغتصبة من أصحابها الشرعيين والذين قرروا إعادتها لمكانتها الطبيعية ولأهلها الذين هُجروا منها بعد سبعين عاما من الشتات، لحظات كانت تعبر عن فعل محبوس في الصدور منذ النكبة التي يقترب موعدها السبعون والذي يفصلنا عنه أيام قليلة، ولكن قبل الموعد يُقدم الشباب الثائر والنساء والأطفال البروفة الحقيقية لما سيكون عليه الحال في الخامس عشر من مايو أيار وما بعده.

نعم، كان حدثا مفرحا لنا كفلسطينيين ومؤلما للمستوطنين المحتلين، شباب ورجال ونساء وأطفال لا يحملون الا حلما بالعودة واسترداد الارض المسلوبة ينفذون عرضا أوليا ونموذجا لما سيكون عليه الحال يفر من أمامهم جنود مدججين بالأسلحة وتحميهم سيارات وجيبات مذعورين ويتقدم المنتفضون ويواصل الجنود الفرار إلى الأمام ويهتف الفلسطينيون الله أكبر، بهذا النموذج المصغر يهرب جنود الاحتلال فكيف يوم الزحف ماذا سيكون حالهم؟

وحجم الألم لدى الاحتلال بات واضحا وهو يقصف ليلة السبت الماضي من قصف لمواقع المقاومة ولسفينتين تعدان لكسر الحصار، هذا القصف كان عنوانه واضحا محاولة يائسة لرد الاعتبار لجنوده الفارين ومحاولة ثني الشعب عن مواصلة المسير حتى منتهاه، وكأن الاحتلال يوهم نفسه أن إرهابه وقتله وقصفه قد يجبر الشعب الفلسطيني على التراجع من مواصلة مسيرات العودة وكسر الحصار واهما هذا الاحتلال، فهو لا يتعلم من التاريخ ولا يدرك أن الشعب تحرك واتخذ القرار ولديه الاستعداد لدفع الثمن ثمن العودة والحرية واسترداد الأرض المسلوبة.

جمعة الشباب الثائر كانت الأكثر تأثيرا والأكثر تأكيدا على التصميم الشعبي على قرار العودة وكسر الحصار رغم محاولة البعض حرفه عن هدفه عبر التقليل من أهمية هذا الفعل، وعبر محاولة تلهيته من خلال اثارة حالة الخلاف والانقسام من خلال الاصرار على عقد الوطني تحت حراب الاحتلال ودون توافق، ورفض قوى وازنة تشكل أكثر من 70% من مكونات الشعب الفلسطيني ، إلا أن وحدة الشعب تحققت على أرض الواقع وقرار الشعب ماض إلى منهاه ولن يثني هذه الجماهير التي تزداد أسبوعا بعد أسبوع في رسائل واضحة إلى الجميع أن الفلسطينيين ماضون في قرارهم،  ماضون في طريقهم رغم كل العقبات ورغم إرهاب الاحتلال.

نعم، كان يوما مشهودا يوم الشباب الثائر عندما تجد قيادة الشعب الفلسطيني تسير وسط الحشود وتشارك في المسير تحميها هذه الجموع الغفيرة والتي تلتف حولها لتؤكد أنها قيادة حقه محمية من شعبها، وتعيش مع شعبها، وتؤكد على ما يؤكد عليه شعبها، قيادة جديرة أن تحترم وأن تطاع، هذا الالتحام الشعبي مع قيادته هو دليل على تمسكه بحقه الذي يقاتل من أجله وتقاتل قيادته معه من أجله، هذه القيادة التي تطلب وتخرج في نفس الوقت دون خشية من تهديدات الاحتلال، وتتقدم مع الجماهير نحو السلك الزائل هو دليل على النضج الشعبي والقيادي.

ماضون نعم نحو تحقيق الهدف والاسابيع القادمة هي استكمالا لما تم في الاسابيع الخمسة وصولا الى الخامس عشر من أيار لبدء مرحلة جديدة في المسيرات الشعبية تأسيسا لحق العودة واسترداد الارض وكنس الاحتلال وكل مشاريع التصفية التي تقودها أمريكا ويهلل ويطبل لها المنهزمون العرب.

اليوم الشعب الفلسطيني يضع من خلف ظهره النظام العربي المتواطئ مع الاحتلال والمنساق مع أمريكا ليؤكد للجميع المثل العربي (ما حك جلدك مثل ظفرك) وإلى أن نلتقي في جمعة العمال ومع ابداع جديد من ابداعات الشعب الفلسطيني.

اخبار ذات صلة