أكد ّالمفكر المصري الاستراتيجي فهمي هويدي أن اصرار رئيس السلطة محمود عباس على عقد المجلس الوطني بهذه الطريقة، دليل على رغبته تمرير صفقات سياسية يصعب قبولها من طرف القوى الفلسطينية الأساسية.
وقال هويدي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" إنّ عقد المؤتمر في ظل غياب القوى الأساسية، لا تفسير له سوى أن هناك شيئا مدبرًا وما يجري الحديث عنه من صفقات سرية تندرج تحت ما يسمونها بـ"صفقة القرن".
وذكر أن عباس يلقى تشجيعًا من بعض الدول العربية، بتمرير قائمة من المواقف سواء كانت العودة للمفاوضات أو التنازل عن حق العودة؛ لكن الفكرة الأساسية أن هناك رغبة في تمرير ما لا يمكن القبول به وطنيا.
وأكدّ أن هذا الامر يعتبر انتحارا لحركة فتح التي تنازلت عن أصل تأسيسها الرامي لتحرير فلسطين، وبات الشعار هو بيع فلسطين وليس تحريرها، بحسب تعبيره.
ورأى أن القرار العربي أصبح خليجيًا ولم يعد عربيًا، ويراده منه تمرير التحالف مع اسرائيل في ظل غياب دور الدول العربية الكبرى، سواء الانهيار في العراق او سوريا او مصر، "فكانت المعادلة تدمير القوى الأساسية العربية لخلق دول ثانوية تؤدي الدور المناط بها الاعتراف بإسرائيل".
وأشار إلى أن تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المطالبة الفلسطينيين القبول بما يطرح عليهم، "تعبير عن مرحلة وليس عن فكرة شخص بعينه".
وفي ضوء المؤامرات السياسية ضد القضية الفلسطينية، أكدّ أن هذه القضية دخلت في مرحلة "الكسب السياسي الهائل" عقب اندلاع مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي.