قائمة الموقع

مقال: المرتاب

2018-05-03T05:21:57+03:00
صورة
بقلم: رامي خريس

حاول رئيس السلطة محمود عباس التظاهر بالثقة بالنفس أثناء خطابه أمام دورة "المجس الوطني" المنعقدة في رام الله، لإقناع الجمهور الفلسطيني بأنه انتصر في معركة عقد المجلس في ظل مقاطعة كبيرة من فصائل فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ناهيك عن قطاعات أخرى من الفلسطينيين.

ومن الواضح أن أكثر شيء أسند عباس إليه ظهره "شرعية المال" الذي بحوزته فقد ظهر منتشياً أثناء حديثه عن السفارات التي تملك المنظمة مقراتها حول العالم، في الوقت الذي كان واضحاً فقدان المنظمة لأهم شيء انطلقت من أجله وهو "التحرير" والوسائل التي علينا كفلسطينيين أن ننتهجها للوصول إلى هذا الهدف.

عباس بعد أن عارض الكفاح المسلح استهزأ في خطابه بذهاب الشبان إلى السلك الفاصل على حدود قطاع غزة الشرقية، بما يشير إلى أن "المقاومة الشعبية" ليست واردة في حساباته، وهكذا تغيرت الوظيفة الأساسية للمنظمة وشرعيتها التي تبدلت من "الشرعية الكفاحية" إلى "الشرعية المالية" المستندة إلى قدراتها المالية التي تستطيع من خلالها منح الامتيازات والمخصصات وحجب المعونات وقطع الرواتب.

كما أظهرت مجريات عقد الجلسة ارتباكاً كبيراً لدى عباس وفريقه والمنظمين لهذا الاجتماع، بدءاً من لحظات التحقق من نصاب الحاضرين، وما صاحبه من ظواهر غريبة مثل المناداة على أعضاء توفوا سابقاً أو تأكيد حضور أعضاء لم يصلوا رام الله أصلاً.

وكان واضحاً أن الثقة بالنفس اهتزت عندما استدعى منظمو الجلسة عضو اللجنة التنفيذية السابق عبد الرحيم ملوح من فراش الموت وادخاله محمولاً لتلفيق مشاركة الشعبية في الحدث، وكاد المرتاب يقول خذوني، و"الحرامي" يكثر من التلفت خلفه.

اخبار ذات صلة