و"الوطني" لتمرير تنازلات

سياسيون عرب: عباس أداة إسرائيلية لقمع غزة

صورة
صورة

الرسالة نت-محمود هنية

انتقد سياسيون عرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ودوره في قمع وحصار قطاع غزة، واصراره على انعقاد المجلس الانفصالي في رام الله.

وأكدّ ساسة أجرت معهم صحيفة "الرسالة نت" أحاديث خاصة، أنّ ما يفعله عباس يدلل على أنه أداة إسرائيلية لقمع غزة، وأن إصراره على عقد المجلس الانفصالي هو محاولة لتمرير صفقات سياسية لا يمكنه أن يمررها بحضور القوى الفلسطينية السياسية الأساسية.

النائب الأردني السابق هند الفايز، شنّت هجومًا شديدًا على عباس بعد خطابه الأخير في رام الله، والذي توعد فيه بفرض مزيد من العقوبات ضد القطاع، مؤكدة أن عباس هو أداة إسرائيلية يتحكم بها ليبرمان لقمع غزة، بغية تركيعها.

أداة لقمع غزة

وقالت الفايز في تصريح لــ"الرسالة نت" إنّ مسيرات العودة آلمت ليبرمان وعباس على حد سواء، فذهب ليبرمان ليستخدم مزيدا من القمع ضد القطاع وأهله، و"إسرائيل لم تعد بحاجة لتستخدم أدواتها الخاصة فعباس أداة طيعة لينفذ ما تريده ضد غزة".

وأكدت أن مسيرات العودة كشفت إسرائيل وزيف روايتها أمام العالم، "تضحيات يبذلها الفلسطيني مقابل ان يكشف عورة عدوه، فكشفت معها عورة فريق السلطة المُحاصر لغزة".

وأضافت الفايز: "جرائم عباس فاقت كل التصورات، فالرجل يقتل شعبه ويفرض مزيد من الضغوط والعقوبات ويمنع عن غزة أدنى احتياجاتها من طعام وغذاء، وآخر ما يفكر به التنسيق مع حماس او أي جهة مقاومة".

وأشارت إلى أن حالة الهزيمة وصلت الى حد يمنع فيها البنك العربي فتح حساب لبنت القيادي الأسير مروان البرغوثي، "حالة قذرة نشأت في بيئة سياسية خصبة أنشأتها قيادة مأجورة لدى ليبرمان".

وأكدّت الفايز أن الحالة العربية وصلت الى درجة من التشظي والهزيمة أن يملي ليبرمان على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والأخير من الكبرياء لا يرى امامه لا رئيس السلطة ولا زعماء المنطقة كلها، "سياسة الإملاء أصبحت علنية وواضحة".

وكان عباس قد شن هجوما على قطاع غزة مهددًا بفرض عقوبات جديدة عليها، في خطاب وصف بـ "التهريج".

تمرير سياسي

الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي أكد بدوره، أن اصرار أبو مازن على عقد المجلس الوطني بهذه الطريقة، دليل رغبته تمرير صفقات سياسية يصعب قبولها من القوى الفلسطينية الأساسية.

وقال هويدي في حديث لـ "الرسالة نت" إنّ عقد المؤتمر في ظل غياب القوى الأساسية، لا تفسير له سوى أن هناك شيئا مدبرًا وما يجري الحديث عنه من صفقات سرية تندرج تحت ما يسمونها بـ"صفقة القرن".

وذكر أن عباس يلقى تشجيعًا من بعض الدول العربية، بتمرير قائمة من المواقف سواء كانت العودة للمفاوضات أو التنازل عن حق العودة؛ لكن الفكرة الأساسية أن هناك رغبة في تمرير ما لا يمكن القبول به وطنيا.

وأكدّ هويدي أن هذا الامر يعتبر انتحارا لحركة فتح التي تنازلت عن أصل تأسيسها الرامي لتحرير فلسطين، وبات الشعار هو بيع فلسطين وليس تحريرها، بحسب تعبيره.

ورأى أن القرار العربي أصبح خليجيًا ولم يعد عربيًا، ويراد منه تمرير التحالف مع اسرائيل في ظل غياب دور الدول العربية الكبرى، سواء الانهيار في العراق او سوريا او مصر، "فكانت المعادلة تدمير القوى الأساسية العربية لخلق دول ثانوية تؤدي الدور المناط بها والاعتراف بإسرائيل".

وأشار إلى أن تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المطالبة الفلسطينيين القبول بما يطرح عليهم، "تعبير عن مرحلة وليس عن فكرة شخص بعينه".

وفي ضوء المؤامرات السياسية ضد القضية الفلسطينية، أكدّ أن هذه القضية دخلت في مرحلة "الكسب السياسي الهائل" عقب اندلاع مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي.

أداة للتصفية

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عبد الله الأشعل، إن عباس لا يليق بشعبه كرئيس، فهو من يحاصره"، مؤكدا أن سلوك عباس يأتي في سياق رؤية ورغبة إقليمية و"إسرائيلية" تهدف إلى إبادة غزة والقضاء على مقاومتها.

وأضاف في حديث لـ"الرسالة نت" " هناك إصرار على حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط مقومات حياته، ولم يعد مفاجئًا أن هذا الشخص أصبح أداة من ادوات صفقة القرن التي يراد تمريرها.

وتهكم الأشعل من فكرة فرض العقوبات تحت حجة " الحفاظ على السيادة"، متسائلا " أي سيادة يتحدث عنها أبو مازن، وهو يرى أن فلسطين كلها مستباحة من الاحتلال؟"

كما قال إن إصرار عباس على عقد الوطني لا يفسر الا انه محاولة لوضع الختم على ورقة تنازلات جديدة يقدمها للولايات المتحدة.

وعقد عباس المجلس الانفصالي في رام الله وسط مقاطعة لكبرى الفصائل الفلسطينية التي حازت على اغلبية كاسحة في انتخابات 2006.

البث المباشر