أكدت مؤسسة القدس الدولية تصاعد قرارات الاحتلال الإسرائيلي القاضية بسحب هويات المقدسيين، مستهدفة بذلك نواب القدس ووزيرها السابق، بالإضافة لوالدة الشهيد بهاء عليان، وذلك مع استمرار عمليات الهدم في قرى وبلدات القدس المحتلة.
وأوضحت المؤسسة في قراءة أسبوعية حول تطورات الأحداث والمواقف بالقدس إن قرار وزير داخلية الاحتلال أرييه درعي بسحب بطاقات الهوية من النواب محمد أبو طير، محمد عطون، ومحمد طوطح، وزيرها الأسبق خالد أبو عرفة يأتي بعد سنوات من الإبعاد والاعتقال الذي طال هذه الشخصيات الرمزية والقيادية في المدينة.
وأشارت إلى أن "أدرعي" أصدر أيضًا قرارًا جديدًا يقضي بسحب إقامة والدة الشهيد عليان، وذلك بعد سحب تصريح دخولها إلى مدينة القدس قبل عام كامل.
وفي سياق آخر من التهويد، أعاد الاحتلال استهدافه لمقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى، حيث عملت طواقم ما تسمى بـ"سلطة الطبيعة" الإسرائيلية بحماية مشددة على مدار ثلاثة أيام على نبش القبور وخلع أشجار معمرة تحيط بالمقبرة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات حفر داخل سور المقبرة الداخلي.
وأوضحت مؤسسة القدس أن هذه الخطوات تمهد لاقتطاع أجزاء كبيرة من المقبرة، لافتة إلى أن إجراءات الاحتلال تخللها استجلاب معدات وأجزاء من سورٍ حديدي إلى المقبرة.
ويشير مراقبون إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على الواجهة الشرقية للمقبرة، التي تتمتع بأهمية دينية كبيرة، فهي تضم قبور صحابة وشهداء، بالإضافة لأهمية موقعها، حيث سيحاول الاحتلال الاستفادة من المساحة التي سيسيطر عليها، في إطار استهدافه للمسجد الأقصى المبارك.
وحول اقتحامات المسجد الأقصى، أشارت المؤسسة إلى أن الاقتحامات تواصلت خلال هذا الأسبوع، ففي 25/4 اقتحمه 57 مستوطنًا و17 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، وفي 26/4 اقتحم أكثر من 100 مستوطن الأقصى، من بينهم عدد من طلاب المعاهد التلمودية.
وفي 29/4 اقتحم المسجد 62 مستوطنًا تابعًا "لسلطة الآثار الإسرائيلية"، وفي 1/5 اقتحم أكثر من 70 مستوطنًا باحات الأقصى بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وعلى صعيد البناء الاستيطاني، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تحضيرات لإنشاء حيّ استيطاني جديد على أراضي صور باهر شرقي القدس المحتلة، وسيخصص الحيّ للجنود المسرّحين من الخدمة في جيش الاحتلال.
ويخطط الاحتلال لبناء 180 وحدة استيطانية جديدة، وتقع الأرض التي صادرتها قوات الاحتلال في السبعينيات بجانب حي "قصر المندوب السامي" على أراضي بلدة صور باهر، وشرعت باقتلاع عشرات أشجار الزيتون التي زرعها الفلسطينيون هناك.
وأشارت مؤسسة القدس إلى أنه مع اقتراب موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 14 مايو الجاري، أعلنت كل من التشيك وباراغواي نقل سفاراتهما إلى القدس، معتبرة ذلك دليل على فشل الولايات المتحدة في جذب أيّ من الدول المحورية لصفها، ومتابعتها في اعترافها بالقدس عاصمة للاحتلال.
ولفتت إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "قد يتوجه إلى القدس لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة هناك"، مبينة أن هذا ما ينافي تصريحات سابقة بأنه لن يشارك في الافتتاح.
وأكدت أن افتتاح السفارة بالقدس سيشكل تصعيدًا جديدًا من قبل إدارة ترمب، وتحديًا للشرعية الدولية التي لا تعترف للاحتلال بأي سلطة على القدس، وقد رُفض القرار الأمريكي بإجماع في الأمم المتحدة.