تبدو المشاهد في الساحة الفلسطينية متناقضة إلى حد كبير، هنا مقاومة شعبية على السلك الفاصل على الحدود الشرقية لقطاع غزة وشهداء يرتقون إلى العلا وهم يحمون الوطن من هجمات الاحتلال وعبث عملائه.
وهناك يبحثون عن شرعية مزيفة تأتي بأي طريقة إلا الانتخابات التي يطالبون بها ويرفضون تطبيقها حتى عند انتخاب ما يسمونها باللجنة التنفيذية وقبلها المجلس المركزي.
هنا يتوعدون الاحتلال بتدفيعه "فاتورة الحساب" كاملة وهناك يريدون قطع الماء والهواء عن غزة وحتى الرواتب لم تصرف رغم وعد "الرئيس" الذي "نكث" بوعده، وعاد الموظفون من أمام البنوك إلى منازلهم خالي الوفاض.
هنا تجتمع الفصائل على خيار المقاومة، ويتعاونون لحشد الجماهير وقيادتها في أكبر تظاهرة ضد الاحتلال "مسيرة العودة الكبرى"، وهناك تختلف حركات وأحزاب حول "التنسيق الأمني" وجدوى "التسوية" برمتها.
هنا يتبنون المقاومة بكافة أشكالها قاوموا بالسلاح وخاضوا مواجهات مع الاحتلال، يقودون حراك العودة الشعبي ويرون في المسيرات الشعبية والطائرات الورقية ورفع الأعلام وسائل مهمة في طريق المقاومة وهناك يهللون للمقاومة "السلمية" فقط، وعلى الأرض لا يفعلون أي شيء بل يقمعون أحياناً المسيرات الشعبية إذا اتجهت إلى نقاط التماس مع الاحتلال.
هنا يبحثون عن الوسائل لفك الحصار عن القطاع، وهناك يتباهون بأن البيان الختامي تحدث من بعيد عن رفع عقوباتهم عن غزة ثم يتبين بعد ذلك أن ما قالوه "كلام في كلام".