قالت صحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام غربية وإسرائيلية إن الرئيس دونالد ترامب سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران، ويعيد فرض كل العقوبات المرفوعة عن طهران ويضيف إليها أخرى جديدة.
وذكرت نيويورك تايمز أن ترامب أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بقرار الانسحاب من الاتفاق مع إعادة فرض كل العقوبات المتعلقة بإيران والتي كانت علقتها في إطار الاتفاق النووي، وإضافة أخرى جديدة.
كما أكد الانسحاب عدد من وسائل الإعلام الغربية مثل "سي إن إن" ووكالة الصحافة الفرنسية وأسوشيتد برس، وكذلك التلفزيون الإسرائيلي الذي قال إن الحكومة الإسرائيلية على علم بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.
وإزاء ذلك توالت التصريحات والمواقف الدولية قبيل إعلان ترامب موقف الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، خصوصا بعد ما أورده موقع أكسيوس من أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ نظراءه الأوروبيين أن ترامب رفض التفاهمات المتعلقة بتعديلات محتملة على الاتفاق النووي مع إيران.
أول هذه المواقف إعلان الاتحاد الأوروبي في بيان دعمه الكامل للاتفاق النووي، ودعوته جميع أطراف الاتفاق إلى تجنب أي تصعيد لا يمكن التحكم فيه بشأن الاتفاق في الأيام المقبلة.
وجاء بيان الاتحاد الأوروبي عقب لقاء اليوم في بروكسل جمع ممثلين عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي مع عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، لبحث التطورات بشأن الاتفاق النووي.
وكان موقع أكسيوس ذكر أن بومبيو أجرى مكالمة جماعية مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني، وشكرهم على الجهود المبذولة منذ يناير/كانون الثاني الماضي لإقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق، لكنه كان واضحا أنه ذاهب في اتجاه مغاير لذلك.
ونقل الموقع عن مصادر أن بومبيو أبلغ الوزراء الأوروبيين أنه اجتمع بترامب قبل المكالمة بيوم واحد حيث أبلغه قراره، وقد طلب من نظرائه الأوروبيين تحضير أنفسهم لهذا الإعلان من قبل الرئيس الأميركي اليوم الثلاثاء.
أما في موسكو، فقد أعلن الكرملين أن روسيا ستدرس إجراءات الولايات المتحدة في حالة اتخاذ قرار سلبي بشأن الاتفاق النووي، مضيفا أنه لا يمكن تجنب العواقب الوخيمة في حال حدوث تغيير في الاتفاق النووي.
كما أعرب سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي عن استعداد موسكو للنظر في اتفاق إضافي متعلق بالاتفاق النووي الإيراني عرضت فرنسا فكرته على الجانب الروسي أخيرا، لكنه قال إن الجانب الفرنسي لم يقدم حلولا محددة لهذه المسائل ولم يحدد شكل المفاوضات.
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن إضعاف الاتفاق النووي مع إيران سيلهب المنطقة المشتعلة بشدة، وأكدت خلال مقابلة مع إذاعة "آر تي أل" الفرنسية أن باريس ستواصل دعوتها من أجل تحسين الاتفاق النووي، سواء كانت الولايات المتحدة جزءا منه أم لا.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن بلاده قد تواجه مشكلات لشهرين أو ثلاثة إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، لكنها ستتخطى هذه الأزمة، مضيفا أن أساس السياسة الخارجية لبلاده هو إقامة علاقات بناءة مع العالم.
من جانبه، قال إسحاق جاهانغِـيري نائب الرئيس الإيراني إن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات، وإن من السذاجة إعادة التفاوض مع واشنطن، على حد تعبيره.
المصدر : الجزيرة