تتصاعد وتيرة ملاحقة أجهزة السلطة الأمنية لكوادر الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة "حماس" تزامناً مع حملة اعتقالات واسعة يشنها جيش الاحتلال منذ أكثر من شهر، في محاولة لإجهاض وجود الكتلة داخل الجامعات.
وتحاول أجهزة أمن السلطة من خلال سياسة الاعتقال والاستدعاء لأفراد الكتلة ومصادرة مقتنياتهم، إجهاض وجودهم وتقييد عملهم داخل الجامعات في الضفة، وكذلك لإفشال تجهيزاتهم للمشاركة في انتخابات الجامعات في الضفة خلال الشهر القادم، وإفساح ساحة الانتخابات أمام الشبيبة الفتحاوية، التي شهدت تراجعاً في نسبة الحصول على أصوات الطلبة مقارنة مع الكتلة.
وأقدمت قوة خاصة من أجهزة السلطة، على اعتقال ممثل الكتلة الإسلامية بمجلس الطلبة إبراهيم شلهوب، تحت تهديد السلاح، من أمام بوابات جامعة النجاح الوطنية في نابلس شمال الضفة.
إقصاء الكتلة
القيادي في حركة حماس وصفي قبها، قال إن أجهزة السلطة في الضفة تحاول من خلال حملات الاعتقالات المكثفة إلى إقصاء الكتلة الإسلامية من جامعات الضفة بقوة السلاح".
وأوضح قبها في حديث لـ"الرسالة"، أن أجهزة السلطة في الفترة الأخيرة رفعت وتيرة اعتقالاتها ضد ناشطي الكتلة، خاصة في الجامعات التي حققت فوزا ساحقا في انتخابات مجالس الطلبة في الأعوام الماضية.
وأشار إلى أن السلطة تهدف من ذلك إلى تغييب الرموز والمؤثرين والقائمين على قيادة الكتلة، مضيفاً "هم يعلمون حجم نشاط وحضور الكتلة الكبير في مختلف المناسبات، لذلك تسعى السلطة إلى تغييب بعض الوجوه الناشطة في هذا العمل".
وتابع "السلطة لا تريد أن يكون هناك أي صوت معارض حقيقي لها داخل المجتمع الفلسطيني يشكّل بديلاً لها في أي لحظة، خاصة أنها تعلم حجم الحضور الذي تحظى به الكتلة في الجامعات".
وعلى الرغم من الحملة الأمنية المكثفة من أجهزة السلطة والاحتلال ضد كوادر الكتلة الاسلامية، إلا أنها لا تزال تمارس نشاطها بقوة داخل الجامعات الفلسطينية في الضفة، في الوقت الذي تستعد فيه للمشاركة في الانتخابات الجامعية الشهر القادم.
اعتقال بقوة السلاح
وحول تفاصيل اعتقال أجهزة السلطة ممثل الكتلة الإسلامية بمجلس الطلبة إبراهيم شلهوب، قالت مصادر من الكتلة لـ"الرسالة"، أن قوة من أجهزة السلطة اعتقلت شلهوب بقوة السلاح من أمام بوابات الجامعات.
وأوضحت أن أحد أفراد السلطة أشهر سلاحه نحو الطالب وهدده بالقتل في حال لم يستجب إلى مطالبهم بالصعود إلى المركبة العسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن أحد طلاب الجامعة من قيادات حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة، ويعمل في الوقت نفسه بجهاز الأمن الوقائي هو من قام باعتقال شلهوب مع قوة خاصة من الجهاز.
ولفتت المصادر إلى أن أحد طلاب الشبيبة كان يترصد نشطاء الكتلة الإسلامية خلال الحفل الذي أقامته لتكريم الخريجين الأسبوع الماضي، وبمجرد خروج شلهوب من بوابات الجامعة أشهر سلاحه بوجهه، واعتقله مع القوة الأمنية المرافقة.
تجاوز للقوانين
وأدانت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس شمال الضفة، اعتقال الأجهزة الأمنية ممثلها بمجلس الطلبة إبراهيم شلهوب، تحت تهديد السلاح من أمام بوابات الجامعة.
ووصفت الكتلة، في بيان مقتضب وصل الـ"الرسالة"، ما جرى للطالب شلهوب بأنه "تجاوز لكل القيم والأعراف والقوانين"، وعدّتها حادثة خطيرة تعيد للأذهان حادثة استشهاد الطالب محمد رداد داخل أسوار الجامعة عام 2007 بسلاح عناصر الأجهزة الأمنية.
وقالت إن "الأخطر في هذه الحادثة أن عنصر الأجهزة الأمنية الذي أشهر سلاحه على بوابات الجامعة، واختطف شلهوب هو أيضا طالب في الجامعة، وعضو في إحدى الأطر الطلابية، وقام بفعلته أمام عشرات الشهود".
وطالبت الكتلة إدارة الجامعة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الحادث الخطير، متسائلة عن دور وموقف الإدارة والحرس الجامعي إزاء اختطاف الطلبة على يد زملائهم.