كشف يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، عن وجود وساطات دولية وإقليمية تدخلت لوقف مسيرات العودة قبل انطلاقها في 30 مارس الماضي وبعد انطلاقها، مؤكداً أن يوم 14 مايو القادم يوم مفصلي في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وأكد السنوار في كلمة له خلال لقاء بالشباب الثائر تحت عنوان "مليونية مسيرة العودة وكسر الحصار"، أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية أبلغت الوساطات أنها لا تستطيع وقف هذه المسيرات، "بل نقف معها جنباً إلى جنب إن لم نكن أمامها".
وأضاف: "لن نسمح بالتنازل عن حق العودة ولن نفرط بالقدس وفي حقنا بحياة كريمة في غزة وأن يكسر الحصار إلى غير رجعة"، مؤكداً أن مسيرات العودة أعادت أعادت التوازن والاعتبار للقضية الفلسطينية.
وحول رد الفصائل وحركة حماس للوساطات أوضح قائد حماس في غزة: "قلنا لهم أن كل قوى الدنيا لن تعيد النمر المفترس إلى القفص مجددًا ومن يحاول ذلك سيفتك به هذا النمر".
وتابع: ".قلنا لهم أيضاً أننا في حماس والفصائل سنكون جنبًا إلى جنب مع هذا النمر(..) وأمامنا أياما فاصلة حتى يوم 14-5 المقبل الذي تجتمع فيه ذكرى النكبة مع إجراءات نقل سفارة أمريكا إلى القدس رأس الشر والشيطان الأكبر في العالم إلى القدس".
وقال :"نريد إطلاق هذا النمر بأقصى ما نستطيع في كل الاتجاهات لنثبت للكون أجمع اننا كفلسطينيين لا يمكن أن نقبل المهانة والذلة ونفضل أن نموت شهداء وأننا نفضل الموت جوعاً بعزة وكرامة على أن نموت بالذل والقهر".
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ثوابته وقدسه و"لو راح منا الملايين من الشهداء"، قائلاً: "نحن على موعجد يوم 14/15-5 أن نري العالم والعدو وأمتنا ماذا يحمل خزان الثورة الفلسطينية في قطاع غزة من إبداعات واستعداد للبناء".
ووجه السنوار التحية إلى الوحدات الميدانية "الكوشوك وقص السلك والطائرات الورقية" التي أربكت حسابات العدو الصهيوني، مضيفاً: "لقد مثل قطاع غزة أيقونة لكل أحرار العالم والمسلمين خلال السنوات الماضية، بفصائل المقاومة وشبابه وثواره، مصدر إلهام لأمتنا".
ورداً على قادة الاحتلال الذين يروجون بأن الشعب سينقلب على مقاومته، قال السنوار: "الشعب على درجة كبيرة من الفهم والوعي والانتماء الوطني، ولا يمكن أن ينقلب ضد مقاومته، وإن غضبه الكبير يكون في وجه العدو الغاصب".
وأضاف: "هناك من يروج إلى التطبيع مع إسرائيل بأنها دولة صديقة، في ظل ما يعيشه العالم من أزمات سياسية لم تترك للقضية الفلسطينية متسع"، مشدداً على أن الشباب استطاع أن يفرض معادلته على طاولة العالم بمسيرة العودة الكبرى.
وتساءل: "من كان يتخيل أن الشعب الذي جوع في غزة على مدار 11 عاماً وحوصر شبابه ليفقد أمله، بأنه سيصنع هذه العجائب؟، ومن كان يتخيل أننا محاصرون وبلا شيء وبقروش معدودة سنعيد قضيتنا الفلسطينية على طاول العالم بالكوشوك والطائرات الورقية؟".
وقال مخاطباً الشباب الثائر: "أقول لكم أنني وإخواني في قيادة الفصائل نراهن عليكم وعلى الشعب العظيم وشبابه وشاباته أننا سنفرض أنفسنا على طاولة العالم، والذي ظن البعض أنهم بحصارهم في قطاع غزة وتجويعه للشباب بأنه سيتصرف من أمعائه، إلا أنه تصرف من عقله الوطني".
وأكد أن الشباب الفلسطيني يدرك حقيقة مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، وأنه يمتلك الوعي بأن يوجه الغضب للمحتل الغاصب المجرم، قائلاً: "إن اللوحة الجميلة التي ترسمونها بطائراتكم الحارقة وكوشوككم فرضت نفسها على كل العالم وجدول أعماله".
وقال السنوار: "عشت مع المقاومين ودخلت مرابض صواريخهم وأنفاقهم، وأقول لكم النصر أقرب بكثير مما يتصور، مع تحقيق هدفكم بالتحرير وتحقيق العودة مهللين مكبرين في ساحات الأقصى".
يشار إلى أن "مسيرات العودة الكبرى" انطلقت في غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي، بمشاركة شعبية حاشدة عبر التظاهر السلمي على حدود القطاع؛ للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة.
وقتلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عشرات الفلسطينيين، وأصابت أكثر من 3000 آخرين خلال مشاركتهم في "مسيرة العودة" السلمية المتواصلة منذ 30 آذار/ مارس الماضي، قرب الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 1948.
وتنادي المسيرة -وفق القائمين عليها- بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها؛ وذلك تماشيا مع وتطبيقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها القرار 194 الذي نصّ على العودة والتعويض