دعا الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء الثلاثاء الرئيس محمود عباس إلى إنهاء العقوبات على قطاع غزة واحتضان شعبه لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وقال مشعل في تصريحات متلفزة إن موقف عباس برفضه للموقف الأمريكي وتعليقه على موضوع السفارة جيد، مستدركًا "لكن موقفه من إدارة البيت الفلسطيني ليس كذلك".
وأشار إلى أن على عباس مسؤولية تاريخية حاليًا فهو يتعرض لضغوط من القريب والبعيد وعليه أن يُنهي عقوباته على غزة ويحتضن شعبه، فالمرحلة تحتاج لمواقف قوة.
ودعا عباس إلى ترتيب البيت الفلسطيني والذهاب إلى منظمة التحرير وليس كما جرى قبل أسابيع من "ديكور" في إشارة إلى جلسة المجلس الوطني، وتحقيق المصالحة الداخلية.
وقال إن "شعبنا الفلسطيني يستحق أن تكون قيادته على هذا المستوى.. وانا واثق من أن إسماعيل هنية واخوانه في حركة حماس مستعدون لأن يسيروا في طريق المصالحة حتى النهاية".
وشدد على أنه "لا يوجد مبرر للاحتلال الإسرائيلي في استهداف الشعب الأعزل في قطاع غزة"، وأن "الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أراد من خلال حراكه السلمي إيصال ثلاث رسائل"، موضحا أنها متمثلة في "التمسك بحق الأرض والعودة، والمطالبة بكسر الحصار المفروض على القطاع، ورفض ممارسات التهويد في القدس".
وفنّد مشعل مزاعم الاحتلال الإسرائيلي في أن حركة حماس توظف هذا الحراك في أهداف أخرى، مؤكدا أن "الجميع يرى المشهد في غزة، ويظهر له أنه حراك شعبي بامتياز، وحماس انخرطت مع شعبها في مقاومة سلمية".
واعتبر "مزاعم توظيف الحراك، أنها عجز لإدانة إسرائيل بشكل واضح على جرائمها وعدونها بحق المدنيين"، مشيرا إلى أن "الكتل الجماهيرية السلمية تقابلها بنادق إسرائيلية تقتل المواطنين العزل"، مطالبا في الوقت ذاته "من يريد الانتصار للأخلاق عليه، إدانة المجزرة الإسرائيلية، لأنها معركة بين شعب أعزل واحتلال".
وتابع قائلا: "من يريد أن يخرج هذا المشهد من مأساويته عليه أن ينهي الحصار على غزة دون تردد".
وذكر مشعل أن "الموقف الأوروبي في موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس جيد لكنه نظري"، مبينا أنه "ليس هناك ترجمة دولية لمعاقبة إسرائيل في ظل انتهاكها للقرارات والقوانين الدولية".
وأضاف أن "المواقف العربية لا زالت أقل مما ينبغي تجاه ما حدث في غزة من مجزرة إسرائيلية، وكذلك نقل للسفارة الأمريكية إلى القدس في يوم واحد"، لافتا إلى أن "بعض الدول أخذت موقفا جيدا وعلى رأسها الكويت وقطر وتركيا".
ورأى مشعل أن "أحداث غزة تأتي ضمن محاولات تمرير صفقة القرن، في ظل الرفض الشعبي والرسمي الفلسطيني لها"، معتقدا أنه "يتم تمريرها خطوة خطوة حتى ولو تم تأخير الإعلان عنها، من خلال تهويد القدس وسلب الأراضي".
واستدرك قائلا: "ما زال الفلسطينيون موحدين على رفض صفقة القرن، فإنه لن تطبق على الأرض"، مشيدا في الوقت ذاته "بموقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرافض للقرارات الأمريكية، ولكنه في المقابل لم يتخذ خطوات صحيحة حتى اللحظة في ترتيب البيت الفلسطيني"، وفق تقديره.
وأكد مشعل أننا "أمام لحظة تاريخية ليبادر فيها عباس لاحتضان الشعب بأجمعه، والتصرف كزعيم لتوحيد الصف الفلسطيني"، معتقدا أن "نموذج المقاومة الشعبية في غزة لو تم تطبيقه في الضفة والشتات بشكل متواز ستحرج إسرائيل".
وطالب بضرورة الذهاب إلى شراكة وطنية في المؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير، مضيفا أن "تضحيات شعبنا في غزة والضفة والقدس، تستحق المضي في الوحدة والمصالحة".