على بعد أمتار من السلك الحدودي وعلى مدار ستة أسابيع تنقل مسعفو الدفاع المدني ما بين المتظاهرين، حيث المهمات الصعبة وزخات الرصاص التي لم تستثنهم وكل من تواجد في المكان.
رغم المخاطر لم يتوقف رجال الدفاع المدني فأمضوا الاثنين الماضي متنقلين ما بين خطوط التماس وسيارات الإسعاف لنقل الجرحى والشهداء غير آبهين بالمخاطر المحيطة.
أكثر من مرة عاينت "الرسالة" في الميدان حمل المسعفين أرواحهم على أكفهم والمخاطرة بالدخول لإنقاذ الجرحى المحتجزين بالقرب من السياج الفاصل مستعينين بزيهم "المحمي دوليا" وبأيدهم المرفوعة للأعلى كدلالة على السلمية، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في كثير من المرات.
"الاحتلال يستهدف كل ما يتحرك، لا حصانة لمسعف ولا صحفي ولا طفل" يقول عمر أبو العمرين محافظ غزة بالدفاع المدني الذي تواجد على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
قبل دقائق من حديث "الرسالة" مع أبو العمرين اخترقت إحدى الرصاصات "بنطاله" دون أن تصيبه بأذى لتثبت أن الاحتلال يصر على استهدافهم متعمدا بدليل استشهاد زميلهم موسى أبو حسنين وإصابة ثلاثة من طواقمهم في ذات اليوم.
وبحسب محافظ الدفاع المدني فإن الاحتلال يتعامل مع الطواقم بالغاز السام غير مكترث بالقانون الدولي، مناشدا المؤسسات الدولية كافة بالتدخل العاجل للعمل على الوقف الفوري لهذه الممارسات غير القانونية، وتوفير الحماية لطواقم الدفاع المدني.
المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بغزة، المقدم رائد الدهشان اعتبر أن يوم مليونية العودة كان الأكثر قسوة على رجال الدفاع المدني بعد استشهاد أحد المسعفين وتعرض الطواقم لإطلاق نار وللغاز أكثر من مرة.
يقول الدهشان: رغم زي الطواقم الخاص والمحمي بحسب اتفاقية جنيف الرابعة ويقدم خدمات بحرية نتعرض للاستهداف.
وتشير إحصاءات الدفاع المدني إلى إصابة أكثر من 75 فردا من طواقمهم منذ بداية مسيرات العودة الكبرى بالإضافة لاستشهاد أحد المسعفين التابعين للجهاز.
ما بين الحياة والموت يتنقل رجال الدفاع المدني على الحدود والخطير في القضية كما يرى الدهشان الاستهداف المباشر للطواقم وهو ما يعني قصد ازهاق أرواح رجال الإسعاف من قبل الاحتلال الأمر الذي يستدعي فتح تحقيق دولي ومحاسبة المتورطين.
ويشير إلى أن جهاز الدفاع المدني سيجري تحقيق شفاف في حادثة استهداف الشهيد موسى من خلال شهادات شهود العيان لاطلاع المؤسسات الدولية والعالم على الخطر الذي تتعرض له الطواقم وضرورة حمايتهم.
ويؤكد الدهشان أن تدخل المسعفين في اللحظات الأولى ساهم في إنقاذ عشرات الإصابات قبل تفاقم وضعها الصحي.
"الكل في دائرة الاستهداف من الاحتلال" عبارة يؤمن بها رجال الدفاع المدني إلا أن ذلك لن يثنيهم عن متابعة عملهم رغم ندرة الإمكانيات والمعدات لديهم، فهم يقولون إن "الحصار أدى لتهالك سيارات الدفاع المدني ومعدات الإطفاء والإنقاذ، إلا أن ما يواسيهم هو الكادر المتميز الذي يريد إيصال رسالة للعالم أنه على قدر المسؤولية.