لا يزال الجزائري حفيظ دراجي المعلق في شبكة قنوات "بين سبورت" القطرية, يكتب كل فترة فصلا جديدا من الوفاء للقضية الفلسطينية, بعدما عبّر عن غضبه إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات همجية (إسرائيلية) خلال مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
واستشهد حوالي 62 شخصا وأصيب أكثر من 2700 آخرين منذ الاثنين الماضي على الحدود الشرقية, وهو ما أشعل نار العروبة في صدر دراجي, مطالبا الفلسطينيين بالصبر على هذه المضايقات, ومؤكدا أن النصر سيكون قريبا.
استعادة الحق المسلوب
وقال المعلق الجزائري على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", إن ما يحدث في فلسطين حاليا, يعتبر حافزا لشعبها لضمان استعادة حقه المسلوب والعودة لأراضيه المحتلة.
وأضاف: "أكتر من 50 شهيد و2000 جريح في يوم الغضب على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بتواطؤ عربي (...), هذا الأمر يفوق بكثير تواطؤ الأمريكان والصهاينة ضد الفلسطينيين".
وذكر دراجي أن (إسرائيل) ستواصل قتل الفلسطينيين واغتصاب أراضيهم, في الوقت الذي يتفرج فيه العرب على المسرحية التي مثّلوا فيها أدوارا مختلفة برفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وابنته إيفانكا, وفق تعبيره.
ووصف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بـ"اللحظة العابرة" لـ(إسرائيل), مؤكدا أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين وقبلة العرب "ولا تقبل القسمة على اثنين مهما طال الزمن أو قصر".
غزة ترد الدين
ودفعت حملات تضامن دراجي المتواصلة مع قطاع غزة, المئات من الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس", إلى رفع صورته في مسيرات العودة الكبرى.
ورفع هنية صورة المعلق الجزائري, كأقل واجب من غزة, ردا على بداية تعليقه الناري على مباراة ليفربول ومانشستر سيتي في إياب ربع نهائي دوري الأبطال يوم العاشر من أبريل الماضي, بالتذكير بمعاناة أبناء غزة والإشادة بمسيراتهم نحو أراضيهم المحتلة عام 1948.
ومنذ ذلك التاريخ, عمّت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة من حملات الشكر لدراجي، وتداول العديد من النشطاء المقطع الذي تحدث فيه عن غزة.
كما نشر نشطاء صورا للجزائري علّقها مرابطون في مخيمات "العودة"، كما حمل آخرون يافطات لصورته برفقة علم الجزائر مع عبارات الشكر.
هجوم عربي عليه
وبسبب مواقفه المتكررة الداعمة للقضية الفلسطينية, تعرض دراجي قبل عدة أشهر إلى هجوم من بعض العرب.
وكان دراجي قد قال في تغريدة له عبر "تويتر": "أسستم تحالفا إسلاميا لمحاربة الإرهاب عدة مرات، فهل من تحالف إسلامي ضد قرار ترامب بنقل سفارة أمريكا إلى القدس؟".
وأضاف: "تحالفكم هو الذي أعطى أمريكا الضوء الأخضر؟, آه لو ترفعوا أيديكم عن فلسطين، وتتركوها لأهلها, لأن وصايتكم هي التي ضيعت القضية".
ودفع هذا الأمر المئات من العرب, لإنشاء هاشتاغ "المرتزقة حفيظ دراجي يدعم الإرهاب", بينما اتهمه البعض بالإساءة لبعض الدول العربية, والتحريض عليها, ودعم "الإرهاب" مقابل الحصول على الأموال.
ولكن دراجي لم يصمت على هذا الهجوم, إذ ردّ قائلا: "الأقصى هو مسجدي، والقدس عاصمتي، وفلسطين بلادي، لقد كبرنا في الجزائر على مبدأ الوقوف مع فلسطين ظالمة ومظلومة, وإذا كان الشعب الفلسطيني إرهابيا فأنا منه".
أبو تريكة حاضر كالعادة
وعلى غرار دراجي, كان النجم المصري محمد أبو تريكة "أمير القلوب", حاضرا بقوة لدعم الشعب الفلسطيني, بعدما أكد تضامنه الكامل معهم في الذكرى السبعين للنكبة، وساند احتجاجاتهم على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).
وقال أبو تريكة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فلسطين دائمة المعاناة, إنها تعطيك الأمل في المستقبل، علينا جميعا الوقوف معها في وجه الكيان الصهيوني المحتل"، مبينا أن القدس شرف الأمة ولن يرحم التاريخ أحدا على صمته إزاء الجرائم التي ترتكب فيها.
وتفاعل آلاف المغردين مع أبو تريكة، وأشادوا بحرصه الدائم على مساندة القضية الفلسطينية خلال مختلف الأحداث التي تشهدها المنطقة.
يشار إلى أن مواقف دراجي وأبو تريكة ليست وليدة اللحظة, بل سبق للأول أن تفاعل بشكل كبير مع هدف المنتخب الوطني الفلسطيني بمرمى منتخب بلاده الجزائر (1-0), في المباراة الودية التي جرت بالعاصمة "الجزائر" عام 2016, بينما رفع الثاني قميصا كتب عليه عبارة "تعاطفا مع غزة" باللغتين العربية والإنجليزية, خلال احتفاله بهدف سجله أمام السودان (3-0), ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا 2008.