مَا بَالُ الْقَصِيدِ يَبْدُو مُغْتَرِبًــا
عَنِ الْبُحُورِ وَضَلَّ مَعْهَا أَبْيَاتِي
بَاتَ الْكَلِمُ فِي الْمَنْفَى حُرُوفًا
فَعَلَى ثَلَاثَةٍ وَأَلِفٍ مِنْها۠ أَبْقَانِي
هِيَ كَالعَجُـــوزِ لَا يَجُرُّ خُطْوَةً
إِلَّا وَدَقَّــهَا بِعُودٍ مِنْ خَيْزَرَانِي
جِئْتُهَا وَالْيَمِينُ بِالْيَمِينِ رَعْشَةً
وَالْقَلَمُ بِخُطُوطِ الْعَجْزِ كَاتَبَنِي
عُــــذْرًا ... عُذْرًا إِلَيْكِ قُدْسِي
أَتَيْتُ لِسِلَاحِ الْعُرْبِ مُنَاجِيًــــا
فَجَعَلَ بِسُــودِ عَيْنَاهُ يَنْظُرُنِي
كَأَنِّي بِالْمَقَامِ قَصَدْتُّ مَسْجِدًا
أَسْتَطْعِمُ..وَأَنَا لَسْتُ بِمُتَسَوِّلِي
غَصَصْتُهَا بِالْقَلْبِ وَجَارَيْتُ ذُلًّا
لَأَجْهَرَهُ مِنَ الْأَقْصَى حُرْمَتُكِي
فَمِثْلَمَا الصُّمِّ كَانَ لِلنِّدَاءِ مَاثِلًا
وَلَسْتُ لَهُمْ وَلِلْمَوْتَى بِمُسْمِعِي
فَصَارَ دَمْعِيَ لِلْوَجَنَاتِ سَاقِيًــا
حَتَّى خَدَّ بِهِنَّ طَرِيقًا لِعَوْدَتِي
وَهَا عُدْتُّ إِلَيْكِ وَلَمْ أَكُ مَـالِكًا
فِي جُعْبَتِي غَيْرَ قَلَمٍ وَمِحْبَرَتِي
وَالدَّمْعُ الْأَحْمَرُ بَاتَنِي مُــؤْنِسًا
ذَاكَ الَّذِي بِمُقْلَتَيَّ مُسْتَوْطِنِي
صَنَعْتُ بِلَوْنِهِ الْوَرْدِيِّ حِـــــبْرًا
وَالْوَرَقَ مِنْ زَيْتُونٍ دَامَ كَعَادَتِي
فَمَا كُنْتُ لِلْخُذْلَانِ إِلَّا هَاجِـــيًا
وَمَا كَانَ مِنَ الْكَلِمَاتِ إِلَّا خُذْلَتِي
رُحْتُ أَقْتَبِسُ لِقَبَّانِيَّ شَــاهِدًا
مَالِ لِلْعُرُوبَةِ تَبْدُو مِثَلَ أَرْمَلَتِي؟!
فَجَرَّ لِي شَطْرُهُ سُؤَالًا سَـابِرًا
أَمِنْ زَمَانِهِ يُرْثَى رِجَالُ الْأُمَّتِي؟!
وَهَلْ أَبْقَ الدَّهْرُ فِيهِمْ صَلَاحًـا
أَمْ كُلٌّ بِلَيْلَى دَهَنَ العَهْدَ بِزُبْدِي؟!
فَكَمْ عَاهَدُوكِ بِالْعُرْسِ عُقُـودًا
وَهَـا هُمْ يُحِلُّونَكِ الْآنَ لِلْغَاصِبِي !
وَلَئِنْ جَعَلُوا مِنَ الْحَرَامِ حَلَالًا
فَلَكِ أَبْنَاءً قَــاسَمُوا عَلَى طُهْرُكِي
فَسَلِ اللهَ بِهِمْ يَا قُدْسُ نَصْـرًا
عَسَى .. يُجِبْ قَرِيبًا كَمَا لِلرُّسُلِي