قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: باعة يقاومون بطريقتهم على الحدود الشرقية!

أحد الباعة على الحدود
أحد الباعة على الحدود

غزة - تسنيم أبو محسن

لم يخف الباعة المتجولون على الحدود الشرقية في محافظة رفح، من زخات الرصاص وغاز المسيل للدموع، فالكثير منهم يكافحون للحصول على لقمة عيشهم ورزق أبنائهم بين سحب الدخان الكثيفة.

بائع المثلجات أنيس الصعيدي -29 عاماً-، أب لطفلين، يتنقل بعربته على الحدود الشرقية، سعيا وراء رزقه وسط النار والرصاص ويقول "آتي للحدود الشرقية كل جمعة لأشارك في المسيرة وأبيع لأحصل على قوت عائلتي".

صديقه الذي كان يعتبره يده اليمنى في البيع، تركه وذهب ليشارك مع الشبان ولكنه أصيب في عينه، فيعتبر ذلك من أكثر المواقف التي أثرت فيه.

على الجانب الآخر، اختلطت رائحة احتراق الإطار المطاطي مع رائحة الذرة الموجودة في قدر على النار، محمد أحمد – 36 عاماً – خريج علم نفس، لديه ثلاثة أطفال، يشارك كل جمعة، يقول "الظروف ألزمتني لهذا العمل، لأطعم أبنائي وعائلتي".

واعتبر محمد عمله نوعا من أنواع المقاومة، فهو يقاوم ظروف الحياة الصعبة، ويأتي بلقمة عيشه من بين أنياب الموت، موضحا أن كثرة البيع تأتي في ظل تزايد الأعداد المشاركة على الحدود الشرقية.

ولفت انتباه "الرسالة" صندوق موجود على الحدود شرق رفح، يباع فيه القهوة والشاي، صاحب هذا الصندوق لم يكن موجوداً هناك وعند السؤال عنه قيل أنه أصيب بتشنجات بفعل الغاز المسيل للدموع في " جمعة العمال " وتم نقله إلى المستشفى الميداني التي تبتعد أمتارا عن الصندوق.

لم يسلم البائعون من الغاز المسيل للدموع، فقد أصيب عدد منهم، حيث الكثير من العربات المنصوبة دون أصحابها.

لا يختلف حال الأخوين جابر وبسام الأخرس عن العمال الذين يكافحون الحياة من أجل لقمة عيشهم، فهما يأتيان كل يوم للحدود الشرقية، ليبيعوا " الترمس"، فهما يقاومان بطريقة مختلفة، ويصممان على مساعدة الناس وخدمتهم عن طريق بخاخة بها مياه وخميرة ويتم رشها على المصابين بالغاز.

ويستمر وجود المئات من الفلسطينيين في مخيمات أقاموها على الحدود الشرقية بين غزة والأراضي المحتلة، في إطار إحياء ذكرى "يوم الأرض" التي وافقت 30 مارس/ آذار من كل عام، واحتجاجا على الحصار الإسرائيلي للقطاع. 

فيما سميت الأسبوع السادس بجمعة العمال تكريما لهم، ولتسليط الضوء على أحوالهم.

البث المباشر