قائمة الموقع

مكتوب: مسيرة العودة حينما تقترب من كسر الحصار

2018-05-21T06:18:25+03:00
إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

لا مخرج لأزمات غزة الا الاستمرار بمسيرات العودة والعمل على تقليل الخسائر والإصابات، لكي لا يستغلها الاحتلال والمثبطين في الالتفاف على المسيرة ومحاولة اخمادها، فقد حققت ثورة العودة اهدافا كثيرة واقتربت من كسر الحصار وتحتاج استمرار وتوحد ودفع جماهيري، مع حراك سياسي ذكي للوصول الى واقع فلسطيني آمن قادر على المواجهة، وننتظر ان تفرز المسيرة قيادة تتحدث باسمها من الفصائل الرئيسة المشاركة، والحراك السياسي لا يعني توقفها بل علينا زيادة فاعليتها وما حدث بجمعة الوفاء مطمئن، فبعد ما قام به الاحتلال من ارتكاب مجزرة بحق ثوار مسيرة العودة واستشهاد العشرات واصابة الالاف خرج عشرات الالاف في مسيرة العودة متحدين الاجرام الصهيوني ومصرين على اكمال المسيرة.

أثبتت فجمعة الوفاء للشهداء ان شعب فلسطين لا يمكن ان يتراجع، وسيستمر في مسيرة العودة حتى النهاية، فالقتل والترويع والتخذيل وبث الاشاعة لن تخيف شعبنا او تحبطه، ولن يتنازل عن حقه، فلا عودة عن مسيرات العودة، ولن يستمر الحصار للأبد، ومن المعروف انه يخسر شعب يقوم بنصف ثورة، ويسير نصف مسيرة، وقد اقتربنا كثيرا من تحقيق أهدافنا واستكمالها بما يليق بتضحيات شعبنا، فلا شك ان مسيرة العودة حققت بعضاً من أهدافها بإثارة قضية كسر الحصار بشكل كبير محلياً ودولياً، وتراكم الجهود سيوصلنا إلى مرحلة كسر الحصار بشكل كامل.

لا يغرنكم التسهيلات التي يتحدث عنها الاعلام العبري فما هي إلا ذر للرماد في العيون ومحاولة لخداع الرأي العام الدولي ليظهر كأنه جزء من الحل وليس كجزء من المشكلة، فالاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب الرئيسي في معاناة الشعب الفلسطيني وقتل أبناءه ومحاصرة قطاع غزة، لذلك يريد أن ينسلّ من جرائمه بحق الفلسطينيين بحملات دعائية، فمسيرة العودة الكبرى أربكت الحسابات الإسرائيلية وصفقة القرن وكشفت جرائم الاحتلال والمتعاونين في حصار غزة، كما أحيت حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأعادت القضية الفلسطينية على الجدول الأممي.

الاحتلال بطبعه مجرم يقتات على الدم والتوحش، وجيشه ما هو الا مجموعة من القتلة، وحاول تصوير الحراك على انه مواجهة عسكرية وليست ثورة انسانية عميقة، وكان يفضل المواجهات العسكرية على مسيرات العودة السلمية، ما أربك حساباته، واستطاعت أيضاً أن تخاطب العقل العالمي بشكل كبير ما أدى لتحرك حقيقي في الأروقة الدولية، كما أن مسيرة العودة أحرجت الاحتلال الإسرائيلي ووضعته في حجر الزاوية، وهذا يحتاج جهدا مضاعفاً من الجميع للاستمرار بالإضافة إلى الجهد الرسمي من قبل السلطة الفلسطينية، والتي مازالت تلعب دورا باهتا في بعض الأحيان ودورا سلبيا في كثير منه، كما المطلوب ومن الأنظمة العربية زيادة الضغط على الاحتلال وتحميله المسؤولية وملاحقته دوليا.

اخبار ذات صلة