شبح التهويد والتطهير يطارد فلسطينيي النقب

القدس المحتلة - الرسالة نت 

تتجسد مأساة الشعب الفلسطيني في أوضح صورها في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة، ولتهيئة الظروف من أجل إفراغ منطقة النقب من أهلها العرب، سعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ العام 1948 إلى حرمان الفلسطينيين هناك من أبسط الحقوق الإنسانية، من تعليم وصحة وخدمات اجتماعية أخرى.

لكن الأخطر ما حدث مؤخرا، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بإزالة قرية العراقيب في منطقة النقب بشكل كامل، واقتلع الجيش الإسرائيلي الأشجار هناك، وقام بتدمير معالم القرية العربية بغية الانقضاض على الوجود العربي في منطقة النقب وتهويدها في نهاية المطاف.

ولهذا باتت الضرورة ملحة لإلقاء الضوء على سياسة الاحتلال إزاء فلسطينيي النقب الذين يواجهون سياسة تهويد محكمة.

** منطقة النقب .. حقائق أساسية

تستحوذ منطقة النقب في جنوب فلسطين المحتلة على أكثر من 50% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27009 كيلومترات مربعة، وبفعل الزيادة السكانية العالية بين الفلسطينيين في تلك المنطقة ارتفع عددهم من 15 ألفا في العام 1948 إلى حوالي 170 ألفا في بداية العام الحالي 2010 يمثلون 12% من إجمالي عدد العرب داخل الاراضي المحتلة عام 48.

ومن الأهمية بمكان الإشارة أيضا إلى أن المحاكم الإسرائيلية كانت أقرت في العام 1948 بأنه لا ملكية للبدو في أرضهم وأرض أجدادهم. وبفعل عمليات المصادرة الإسرائيلية المبرمجة منذ عام النكبة قبل أكثر من 62 عاما، فإن الحقائق والدراسات المختلفة تشير إلى أن مساحة المنطقة المأهولة بالسكان البدو العرب أصحاب الأرض الأصليين لا تتعدى 240 ألف دونم من أصل مساحة صحراء النقب البالغة نحو 13.5 مليون دونم، ومن بين أهم الحجج الإسرائيلية للسيطرة على أراضي البدو في النقب حجة الحفاظ على التنظيم الهيكلي للمنطقة، وضبط عمليات البناء بشكل ممنهج، ناهيك عن الدواعي الأمنية والعسكرية، وذلك بغية بناء المزيد من المعسكرات والمصانع العسكرية والمطارات الإسرائيلية في الأراضي العربية بعد إتمام مصادرتها وتهويدها.

وفي هذا السياق يذكر أنه من بين أهم المفاعلات النووية الإسرائيلية مفاعل ديمونة الذي يوجد في صحراء النقب، حيث يعد من أهم المفاعلات الإسرائيلية التي يمتلكها الاحتلال.

*** تغيير الخريطة الديموغرافية عبر تهجير الفلسطينيين

وثمة دراسات أشارت إلى وجود مخططات استيطانية إسرائيلية رسمية وأكاديمية أيضا للانقضاض والسيطرة على ما تبقى من أراضي البدو في قرى صحراء النقب لتحويلها إلى مناطق ومزارع عسكرية إسرائيلية، وفي هذا السياق تندرج عملية تدمير قرية العراقيب وإزالتها بالكامل.

واللافت أنه قد جرى الحديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية في أكثر من مناسبة عن احتمالات مصادرة نحو 700 ألف دونم من أراضي البدو في النقب في السنوات القليلة القادمة، ما يجعل البدو العرب يتركزون في مأوى لكن دون الاعتراف بهم مواطنين لهم حقوق المواطنة الكاملة في دولة تدعي الديمقراطية لمواطنيها، وقد كانت تصريحات طومي لبيد زعيم حركة شينوي قبل فترة حول وضع عرب النقب أصدق تعبير عن توصيف حالتهم، فقد قال "بأن كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عاملت عرب النقب كما عامل الأميركيون الهنود الحمر قبل مئات السنين".

** يهودية الدولة ومخاطر تهويد النقب

لقد برزت في الآونة الأخيرة نداءات إسرائيلية وشعارات حزبية تؤكد على ضرورة تهويد ما تبقى من أرض عربية في صحراء النقب، وقد ينعكس شعار يهودية الدولة الذي أكد عليه في الخطاب السياسي الإسرائيلي أيضا على النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وتعزيزه في صحراء النقب لجهة طمس الهوية العربية في تلك المنطقة، وهذا ما اتضح على الأرض من خلال تدمير وإزالة معالم قرية العراقيب في النقب مؤخرا.

وقد تستخدم الحكومة الإسرائيلية ومراكز البحث الإسرائيلية مسميات عديدة تحت ما يسمى بعمليات التطوير من أجل تكثيف الاستيطان وتسمينه بغية ابتلاع مزيد من أراضي البدو في صحراء النقب.

** استخلاصات أساسية

من خلال ما تقدم يمكن تسجيل الاستخلاصات التالية:

أولا: اتضحت الأهداف الإسرائيلية بعد تدمير قرية العراقيب في النقب قبل عدة أيام، حيث العمل جار على قدم وساق لتهويد تلك المنطقة.

ثانيا: تستحوذ منطقة النقب في جنوب فلسطين المحتلة على أكثر من 50% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27009 كيلومترات مربعة، وبفعل الزيادة السكانية العالية بين الفلسطينيين في تلك المنطقة ارتفع عددهم من نحو 15 ألفا في العام 1948 إلى حوالي 170 ألفا في بداية العام الحالي 2010.

ثالثا: تشير الدراسات المختلفة إلى وجود مخططات استيطانية إسرائيلية رسمية وأكاديمية أيضا للانقضاض والسيطرة على ما تبقى من أراضي البدو في قرى صحراء النقب لتحويلها إلى مناطق ومزارع عسكرية إسرائيلية، وفي هذا السياق تندرج عملية تدمير قرية العراقيب وإزالتها بالكامل.

رابعا: قد تستخدم الحكومات الإسرائيلية ومراكز البحث الإسرائيلية مسميات عديدة تحت ما يسمى بعمليات التطوير من أجل تكثيف الاستيطان وتسمينه بغية ابتلاع مزيد من أراضي البدو في صحراء النقب في المستقبل.

المصدر/ الجزيرة نت

البث المباشر