عقب الجرائم التي ارتكبها "الاحتلال الإسرائيلي" بحق متظاهري مليونية العودة بقطاع غزة يوم الاثنين الماضي، خرجت في مدينة حيفا في الداخل المحتل مسيرات حاشدة أطلقها الحراك الشبابي تحت عنوان "اغضب مع غزة"، ندد المشاركون خلالها بالمجزرة المرتكبة ضد المتظاهرين السلميين على حدود القطاع.
مشهد من مشاهد الربيع العربي تكرر في كنف الاحتلال "الإسرائيلي"، الذي تعامل مع المتظاهرين كما تعاملت الأنظمة العربية، حيث قمع المسيرة فور انطلاقها واعتدى على المشاركين فيها، ما أدى لإصابة العشرات بجراحٍ طفيفة ومتوسطة، واعتقال 21 من المشاركين بينهم قاصرون إذ قام بالتنكيل بهم أثناء التحقيق.
وأحدث اعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين موجة واسعة من الاستنكار والغضب، وتبع قمع الاحتلال للمسيرة عدد من المسيرات أطلقها "الحراك الشبابي" السبت الماضي، طالبت بالإفراج عن المعتقلين ومحاسبة القوة "الإسرائيلية المعتدية.
وشارك فيها عدد كبير من الأهالي والشخصيات الحقوقية ورئيس القائمة المشتركة في الكنيست "الإسرائيلي" أيمن عودة، وأحمد الطيبي وجمال زحالقة ويوسف جبارين وعايدة توما، وناشطين.
وأشاد الحراك الشبابي في الداخل المحتل بمسيرات العودة بغزة وقال في بيانه "ما نقوم به جميعًا من أجل غزّة هو أقل القليل، في ظلّ ما يقوم به أهلنا في غزّة الصامدة. أهلنا الذين يدفعون ارواحهم ثمنًا لهذا النضال، ويعيدون به قضيّتنا الى الواجهة العالميّة، ويستنهضون همم الفلسطينيّين في زمن الانحسار والتقاعس والشرذمة".
غزة مشعل الفتيل
بدروه يكشف المختص في الشأن "الإسرائيلي" د. عمر جعارة، أن مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة، وسعت مساحات الانتقادات لحكومة الاحتلال وباتت تظهر بمظهر الجلاد النازي، على المستويين الداخلي والخارجي، فعلى السبيل الخارجي، بات الرأي العام والسياسي في أوروبا والدول الكبرى مع مسيرات العودة السلمية ومع الغزيين.
وأما على مستوى الحراك في الداخل المحتل، فيؤكد جعارة أن المسيرات نجحت بإخراج عرب الداخل في مظاهرات ومسيرات وخلقت حراكا شبابيا تسانده القائمة العربية المشتركة في الكنيست "الإسرائيلي"، لشجب مجازر الاحتلال المرتكبة بحق متظاهري غزة السلميين، والاحتجاج على أفعال الجيش النازية.
وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أن مسيرات العودة ذات الطابع السلمي زادت من حرارة عرب الداخل، ورفعت من مستوى انتمائهم الكبير للقضية الفلسطينية، وباتوا يخرجون بمظاهرات رغم علمهم المسبق بأن الشرطة "الإسرائيلية" ستقابلهم بالقمع والاعتداء الوحشي.
وشدد جعارة على أن قمع الشرطة الإسرائيلية لمسيرات حيفا، ساهم في تأجيج الرأي العالمي عليها، وكشف أمام العالم السياسية العنصرية التي تمارس ضد عرب الداخل بينما يتم معاملة المستوطنين معاملة ناعمة وهادئة خلال تظاهراتهم واحتجاجاتهم الداخلية.
وتوقع جعارة في نهاية حديثه مع "الرسالة"، أنه في حال استمرار مسيرات العودة في قطاع غزة، فإن الحراك في الداخل المتحل سيزداد وستتوسع رقعته، بعد حالة الغليان التي يشهدها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 48 اتجاه حكومة الاحتلال العنصرية، مطالباً أن يوازى حراك العودة بقيادة سياسية موحدة للخروج بإنجازات سياسية كبرى.
ووثقت عدد من المؤسسات الحقوقية جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين في حيفا وقالت إنها ستلاحق الشرطة "الإسرائيلية" محلياً ودولياً، وأًكد مركز "عدالة الحقوقي في بيان صحفي السبت أن "العنف الذي استخدمه أفراد الشرطة والقوات الخاصة خلال مظاهرة حيفا، الجمعة، لم يكن مسبوقًا، وأنه تم اعتقال ٢١ شخصًا (أطلق سراح اثنين) بشكل غير قانوني رغم سلمية المظاهرة، ولم تقف الشرطة عند هذا الحد، بل منعت الناس من التحرك أو الذهاب إلى بيوتهم بعد تفريق المظاهرة بالقوة وحاولوا حصار المتظاهرين".