مع استمرار الأزمة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، على خلفية المجزرة الإسرائيلية في "مليونية العودة" في غزة، يناقش الكنيست الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، سلسلة من الاقتراحات العاجلة لجدول الأعمال الموجهة ضد أنقرة، وضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسياساته المناهضة للاحتلال.
وبحسب صحف إسرائيلية، فإنّه من المقرر أن يناقش الكنيست ضمن جدول الأعمال (وهو مسمى أي مناقشة في الهيئة العامة من دون اتخاذ قرارات فعلية)، اقتراحاً تقدّمت به زعيمة حزب "ميرتس"، ميخال زاندبيرغ، يدعو إلى الاعتراف الإسرائيلي بالمذابح العثمانية ضد الأرمن، في القرن الماضي.
كما يقترح عضو في الكنيست من حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، مناقشة مستقبل العلاقات التركية - الإسرائيلية، ومن ضمن ذلك مناقشة الاعتراف بقيام دولة كردية في المناطق الكردية في كل من تركيا وسورية والعراق.
إلى ذلك يقترح، اليوم الأربعاء، عضو الكنيست موسي راز، الكردي الأصل، اعتراف دولة الاحتلال الإسرائيلي بإقليم كردستان في العراق كدولة مستقلة، وهي اقتراحات سبق أن روّجت لها بشكل علني وزيرة العدل الإسرائيلية من حزب "البيت اليهودي"، أيليت شاكيد، في المؤتمر السنوي للمناعة القومية في هرتسليا، العام الماضي، معتبرة أنّ "دولة من هذا النوع ستكون حليفة وصديقة لإسرائيل".
ويُنتظر أن يناقش الكنيست، اليوم الأربعاء، اقتراحاً في سياق الحرب الاقتصادية ضد تركيا، حيث قدّم عضوا الكنيست يوآف كيش وكسانيا سبتالوفا، اقتراحاً لجدول الأعمال يطالب بوقف استيراد الإسمنت التركي، ومنح أفضلية لصناعات الإسمنت الإسرائيلي.
وكانت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حوطيبيلي، قد أعلنت، أمس الثلاثاء، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أنّ حكومة إسرائيل لا تتجه في الوقت الحالي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا.
وشدّدت على أهمية المصالح المشتركة بين الطرفين، خاصة خدمة المصالح الإسرائيلية في ظل المكانة الإقليمية لتركيا، بما في ذلك الاستفادة من المجال الجوي لتركيا في الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى أوروبا، وتلك القادمة من الشرق، فضلاً عن التأثير الإقليمي لتركيا في المنطقة.
وأمس الثلاثاء، تعهّد أردوغان بإعادة بلاده النظر في العلاقات التجارية مع إسرائيل، تنفيذاً لقرار القمة الإسلامية الطارئة، التي عقدت في إسطنبول الأسبوع الماضي، متمنياً أيضاً على جميع دول المنظمة الالتزام بقرار المقاطعة، "لما له من أهمية في مناهضة الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والقدس".
وشدّد أردوغان، في تصريحات صحافية على متن طائرته في طريق عودته من البوسنة والهرسك، على أنّ "سلاح المقاطعة مهم أن يشمل كل المنتجات التجارية".
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 14 مايو/أيار، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في "مسيرة العودة" على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 64 فلسطينياً وجرح 3188 آخرون، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تزامناً مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.
وعقب المجزرة، وصف أردوغان دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنها "دولة إرهابية"، وأنّ "أيادي قادتها ملطخة بدماء الفلسطينيين"، وتبع ذلك طرد متبادل للدبلوماسيين، في أكبر توتر بين الطرفين، منذ مصالحة عام 2016.
العربي الجديد