قائمة الموقع

المفاوضات المباشرة.. وحكاية رجل من البنك الدولي

2010-08-05T19:20:00+03:00

نافذ أبو حسنة/ بيروت

 

يشدد سلام فياض ومقربوه على أن اللقاءات المتكررة التي يقوم بها في رام الله، مع وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك، إنما تستهدف البحث في تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في الضفة الغربية. وفي العام الماضي حُكي عن لقاء هام جداً، دار حول مسائل اقتصادية هامة، لكن أحداً لم يخبر عن طبيعة تلك المسائل.

 

حسناً، لنقل إن هذه اللقاءات تتعلق بالحواجز التي لم يُرفع واحد منها، على مدى سنوات شهدت عشرات الاجتماعات. لكن أن يُحكى عن أن لقاء فياض الأخير مع وزير الحرب باراك، كان يتعلق بالموضوعات المعيشية، فهذا تدليس واضح، ومحاولة مكشوفة لحجب الشمس بغربال.

 

عند مقاربة أي حدث سياسي، يجب درس الظروف التي قادت إلى الحدث، وتلك التي جرى في إطارها، كي يصبح ميسراً، فهم ما هو مطلوب منه، والنتائج المتوقعة له، أو المتحصلة فعلاً.

 

منذ قيام الحكومة الحالية في كيان الاحتلال، وتولّي أوباما مهماته الرئاسية، تصرّ الإدارة الأمريكية، على معاودة المفاوضات، بين حكومة الاحتلال، والسلطة الفلسطينية. ورافعة سقف التوقعات من الإدارة الأمريكية الجديدة، راهنت السلطة، على توفير مناخ مناسب لها، لمعاودة المفاوضات التي وصفت مراحلها السابقة بالعبثية.

 

تقدمت إدارة أوباما خطوة، على الطريق الذي تنشده السلطة، وتراجعت خطوات، إلى أن أُبرم تفاهم يقضي بالعودة إلى مفاوضات غير مباشرة، يتولى قيادتها المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل. وحظي التفاهم بتغطية عربية اشترطت أمداً محدوداً لهذه المفاوضات التي بدأت بالفعل، دون أن تخطو متراً واحداً إلى الأمام، أقلّه بحسب المفاوضين الفلسطينيين. وقد تحدث بعض هؤلاء عن «مناورة إسرائيلية، لكسب الوقت».

 

من الناحية العملية، كانت هناك مجموعة من النقاط الواجب الالتزام بها من الصهاينة، لتتواصل هذه المفاوضات، وما حدث هو العكس. فعلى جاري العادة، استثمرت الحكومة الصهيونية وجود حركة تفاوضية، للمضي قدماً في إنفاذ مخططات معدة سلفاً، والتصعيد في تطبيقها، مثل إبعاد النواب المقدسيين، والإمعان في تهويد القدس، وتشديد الحصار فعلياً على غزة، وشنّ حملات اعتقال كبيرة في الضفة، والتضييق المتزايد على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، إلى آخر ما هو قائم ومعروف من الإجراءات والممارسات الصهيونية اليومية.

 

في هذه الأجواء ظهر بعض التململ في أوساط السلطة الفلسطينية، وعبّر مقربون من ملف التفاوض عن اليأس من إمكان تحقيق أي تقدم، معاودين الإشارة إلى لعبة تقطيع الوقت الصهيونية، دون أي ضغط أمريكي جدي، وتشجع بعضهم على القول: إن الضغط الفعلي يُمارَس على الفلسطينيين. للمزيد...

 

 

 

 

اخبار ذات صلة