قائمة الموقع

مكتوب: 4 مرشحين لخلافة أبو مازن وقادة فتح يخوضون سباق تسلح

2018-05-28T09:58:25+03:00
محمود عباس
الرسالة نت - شيماء مرزوق

ليست المرة الأولى التي يدخل فيها رئيس السلطة محمود عباس المستشفى إثر تدهور حالته الصحية لكن هذه المرة هي المدة الأطول التي يقضيها في أروقة المستشفى ويعاني من تدهور أكبر في وضعه الصحي، لكن التدهور والعجز الحقيقي هو في النظام السياسي الفلسطيني الذي بات يتلخص في شخص واحد إذا ما فقد حياته ربما ينهار.

الحالة الصحية للرئيس الثمانيني باتت تتصدر عناوين الاخبار لكن خلف هذه الاخبار وفي الكواليس تدور حرب حقيقية حول الخلافة، في ظل وجود الكثير من القيادات الفتحاوية المتنافسة والطامعة في كرسي المقاطعة، وهو ما يشي بأن الوضع الفلسطيني في حال غياب عباس سيدخل في مرحلة صعبة ولن نجد تلك السلاسة التي انتقلت فيها الرئاسة من الراحل ياسر عرفات إلى أبو مازن وذلك لعدة أسباب.

السبب الأول كثرة المتنافسين وعدم وجود اجماع داخل حركة فتح حول شخص واحد يمكن ان تتفق عليه الحركة ليتولى الرئاسة بعد عباس، والثاني أن تركة عباس الثقيلة من الصعب ان يحملها شخص واحد وهذا ما يعني أن الصراع سيدور حول ثلاثة مناصب يحتكرها عباس منذ قرابة 14 عاما " رئاسة السلطة-فتح-المنظمة"، اما السبب الثالث فهو أن أي شخص لن يتمكن من دخول المقاطعة دون مباركة إسرائيلية وامريكية وهذا ما قد يدفع المتنافسين إلى تقديم أوراق اعتمادهم.

وهناك سبب رابع يتعلق بوجود أطراف عربية تريد دعم مرشحين لها للرئاسة الفلسطينية، لكن الخطورة الحقيقية تكمن في أن عدم الاتفاق على خلفية سواء بالتوافق او تعيين أبو مازن نائب له سيدفع الضفة نحو سيناريوهات صعبة قد تصل حد إراقة الدماء.

كثرة المتنافسين لوراثة أبو مازن جعلت المهتمين في الشأن السياسي يتوقعون حدوث تصفيات واغتيالات داخل حركة "فتح" ضمن حرب الوراثة، وهنا قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم حسب مصادر رفيعة في حركة فتح، النتيجة الفورية لدخول عباس المستشفى للمرّة الثالثة خلال أسبوعين هو بدء عملية سباق تسلح بين عناصر حركة فتح في الضفة الغربية، والسبب الخوف من مواجهات مسلحة بين مجموعات يقف على رأسها شخصيات يريدون خلافة أبو مازن.

وأضاف، أن الأسلحة يتم شراؤها من تجار أسلحة في الضفة الغربية، ومن السوق السوداء لجماعات العالم السفلي من الفلسطينيين في فلسطين المحتلة 1948، وتنقل هذه الأسلحة لمخيمات وقرى الضفة الغربية.

وعن محمد دحلان ادعى الصحفي "الإسرائيلي"، أن محمد دحلان النائب السابق في حركة فتح، والتزم الصمت في الأسابيع الأخيرة، يعمل الآن بكثافة من أجل تسليح جماعاته في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية.

ورغم تزايد المطالبات لأبو مازن بتعيين نائب له لكن من الواضح أنه لا يرغب في أن يتم سحب صلاحياته ويريد ان يبقى المتحكم بكل زمام الأمور والسلطة حتى اللحظة الأخيرة، وهذا ما يعزز فرص الفوضى في اليوم التالي لغيابه.

الجنرال يوم-توف ساميه، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، كتب بأن مسؤولين من فتح بدأوا بالاتصال مع الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية من أجل الحصول على دعم لرئاسة السلطة الفلسطينية.

ورغم كثرة الطامعين والمتنافسين إلا ان الأقرب لكرسي المقاطعة هم ثلاثة أشخاص " جبريل رجوب-صائب عريقات-ماجد فرج" ولا يمكن تجاهل فرص محمد دحلان.

وتبدو فرص ماجد فرج الأقوى خاصة أنه مقرب جداً من أبو مازن وفي ظل سيطرته وقبضته على الأجهزة الأمنية وهو الملف بالنسبة للاحتلال، إلى جانب علاقاته القوية مع الجانب الإسرائيلي والامريكي لكن على المستوى التنظيمي فإن حظوظه ضعيفة.

أما جبريل رجوب فان فرصة قد تكون قوية لكن أقل من سابقه خاصة أن أبو مازن منزعج من تصريحاته التي يطلقها ضد النظام المصري بين الفينة والأخرى ويرى انه يريد تخريب علاقته بمصر، والتي بدورها تجعل الرضى المصري عنه معدوم، لكن فرصة العشائرية خاصة في منظمة الخليل قوية وخبرته الأمنية وعلاقاته في هذا المجال مع الجانب الإسرائيلي قوية خاصة انه ترأس جهاز الامن الوقائي في الضفة لفترة طويلة سابقاً.

بينما تبقى حظوظ صائب عريقات الأقل بينهم رغم أنه صاحب علاقاته دبلوماسية واسعة مع الجانب الإسرائيلي والأمريكي والاوروبي وقد نجح في حجز مقعده في اللجنة التنفيذية للمنظمة وهو الذراع السياسية لأبو مازن ومن أبرز المقربين منه، لكن وضعه الصحي قد لا يسعفه كثيراً فهو أيضا خرج من عملية زراعة رئتين في الولايات المتحدة، لكن الأهم أن نفوذه على الأرض أقل من منافسيه.

في المقابل يقف محمد دحلان الطامع في الرئاسة والخصم اللدود لأبو مازن ينتظر الفرصة الأنسب للانقضاض على الرئاسة وهي لحظة عمل أجلها لسنوات سواء عبر حشد الدعم العربي له أو عبر تعزيز علاقاته مع أميركا و"إسرائيل" أو عبر تعزيز نفوذه على الأرض في عدة ساحات وخاصة الضفة عبر تسليح عناصر من فتح في مخيمات الضفة، لكن تبقى الإشكالية الأهم أنه مرفوض من أقطاب النفوذ في الضفة الذين يعتبرون أن الرئاسة حكراً لهم ويرفضون أن يتولاها شخص من غزة.

اخبار ذات صلة