قائمة الموقع

مكتوب: مخيمات العودة تنافس شاطئ البحر في إفطار الغزيين

2018-05-28T11:27:36+03:00
صورة لافطار الصائمين على حدود غزة الشرقية
الرسالة-محمد شاهين

على مدار الأعوام السابقة انفرد شاطئ بحر غزة في صدارة استضافة العائلات الفلسطينية لتناول وجبة إفطار رمضان على شاطئه الأصفر، إلا ان هذا العام باتت "مخيمات العودة" التي تقابله على الحدود الشرقية قبلة مئات الأسر المهجرة لكسر صومهم بالقرب من أرضهم المحتلة.

على بساط ملون يغلب عليه اللون الأحمر يجلس الحاج أبو حسن صلاح وزوجته بالقرب من السلك الفاصل شمال قطاع غزة، منتظرًا أذان المغرب الذي يطلقه "مؤذن العودة"، ليفطر للمرة "الأولى" منذ أعوام بأقرب نقطة من قرية حليقات المحتلة التي هجر منها آباؤه قصرًا عام 1948.

"صينية المحاشي وورق العنب" تتوسط مائدة عائلة صلاح، والعائلة مشغولة في توزيع صحون منها للأسر الذي يجلسون بجوارهم في الهواء الطلق، (أم حسن تملأ الصحون البلاستيكية وزوجها يوزع)، في مشهد يختصر درجة الترابط التعاضد بين الفلسطينيين حين تتطلب الظروف ذلك.

الدعوات تتوحد على الاحتلال "الإسرائيلي"، وقناصته وجنوده الذين يراقبون مشاهد الإفطار بحقد، ويحاولون دون كلل تطفيش الصائمين بواسطة قنابل الغاز التي أفسدت عشرات الوجبات المتواضعة بعد أن ألقتها طائراتهم المسيرة على المعتصمين السلميين الذين يكسرون عنفوان المحتل بصمودهم وصبرهم.

بالعودة للحاج أبو حسن الذي يحكي أنه منذ بداية شهر رمضان تقاسم تناول وجبة الإفطار بين "مخيمات العودة" ومنزله، بعد الراحة التي حظي بها بعد التجربة الأولى، وتيقنه بأن ما يفعله يخدم قضيته ووطنه ويغيظ الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يحاول أن يمنع وصولهم للمخيمات بكافة السبل الوحشية.

أما أم حسن فتخبر "الرسالة"، أنها تضاعف كمية الطبخة لثلاثة أضعاف على الأقل، حتى تشارك بها أكبر عدد من الصائمين المعتصمين على الحدود الشرقية وتقول " والله بطبخها بنفس لما اعرف إنه الناس الي بتخدم وطنها بدها تأكل منها".

اما الشاب يوسف العربيد وأصدقاؤه الخمسة، فقد استبدلوا رحلتهم الرمضانية وقرروا تغير مكان الإفطار المعتاد من شاطئ بحر غزة غرباً إلى مخيمات العودة شرقاً، وجلبوا طعامهم (الشاورما والمشاوي) بقرب من الأراضي المحتلة.

توسطت الرسالة جلسة الشاب، وطرحنا سؤالاً "مين أفضل الإفطار بالمخيمات ولا البحر"، بمزاح يجيب الشباب، (والله اجت لحالها، هان فش ريحة مجاري زي البحر بس المشكلة بريحة الغاز، يلا رائحة الغاز لما تختلط بريح البلاد بصير أحلى من المسك)، يقطع بلال صاحب البشرة السمراء الحديث ويقول والله نفسي أفطر بيافا).

عشرات العائلات التي التقتها "الرسالة"، تحدثت بفخر عن إفطارها على الحدود الشرقية، وأهمية أن تنتقل التجربة لباقي أسر قطاع غزة، كون ذلك يساعد في نقل صورة للعالم، عن مدى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه المحتلة وأحقيته بالعودة اليها.

وتتبادل معظم الأسر طعامها مع العائلات التي تفطر في المخيمات، إذ يوصل الرجال طعامهم إلى المائدات، بينما تنشغل النساء في تعبئته داخل الصحون والصواني التي جلبت من منازلهم، غير أن الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة توفر ما تستطيع من وجبات إفطار للصائمين.

وتستمر رحلة الإفطار على الحدود لكل من يقصدها من بعد صلاة العصر وحتى اذان العشاء والانتهاء من صلاة التراويح بشكلٍ جماعي، ثم يعود المعتصمون إلى منازلهم، بواسطة باصات تنقلهم لتسهل عليهم الوصول لخيام العودة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00