قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: مشاركون بقارب الحرية: الاحتلال تعامل معنا بوحشية وأمام الكاميرات بإنسانية

صورة لسفينة الحرية قبيل انطلاقها من ميناء غزة
صورة لسفينة الحرية قبيل انطلاقها من ميناء غزة

الرسالة نت-محمد شاهين

بعد أن تجاوزنا الـ 14 ميل بحري، أرسلت بحرية الاحتلال "الإسرائيلي" لنا طائرة تصوير لونها برتقالي وبدأت بتصويرنا من الجهات الأربع وماهي إلا دقائق حتى اعترضت طريقنا سفينة حربية مدججة بالأسلحة الثقيلة والجنود، شرعت بتهديدنا بالقتل إن لم ننساق لأوامرها.

من هنا تلاشى أمل جرحى سفينة مسيرة العودة بوصولهم إلى مكان علاجهم، بعد أن تركوا سفينة "الحرية" التي كان من المقرر أن ترسوا بهم في جزيرة قبرص ثم ينتقلوا بعدها لمستشفيات الخارج لإجرائهم عمليات جراحية يصعب إجراءها في قطاع غزة، وصعدوا إلى زوارق الاحتلال الحربية عنوةً.

محمود أبو العطايا أحد الجرحى الذين شاركوا بسفينة الحرية، يروي التفاصيل الموجعة التي عاشها خلال تجربته الأولى للوصول لمستشفى يستطيع أن يجري له 5 عمليات جراحية لتفادي بتر قدمه الوحيدة التي تبقت له.

يقول "سلمنا أمرنا لله وتفادينا العصيان بعد القوات الكبيرة التي دفعت بها "إسرائيل" لمواجهتنا، فنحن جرحى سلميين لم نملك على متن السفينة إلا جوزات السفر وملابس قليلة، وأمرنا الضابط "الإسرائيلي" أن نتكدس أعلى المركبة ونضع أيدينا فوق رؤوسنا ليصعد بعدها عشرات الجنود ويباشروا بتفتيشنا بطريقة مذلة ثم اقتيادنا إلى زوارقهم المطاطية".

" أنتم في حصار كامل ممنوع توصلوا هذه المناطق" كان الرد من محمود وأصدقائه بسبب وصولهم لهذه المنطقة جاء بعد معاناة طويلة وحاجة ماسة للسفر، إلا أن الكلاب التي نشرها جنود الاحتلال على متن القارب كانت تقصر مدة الحوار لاقترابها من المصابين.

بعد الانتهاء من مراسم التفتيش المذل على ظهر القارب يوضح أبو العطايا أنه تم تكبيل ايديهم وأرجلهم ونقلهم من مركبات صغيرة إلى أكبر، وذهبوا بهم إلى ميناء سدود، في طريق طويلة مملوءة بأشعة الشمس الحارقة والانتظار دون القدرة على النظر بعد أن جثمت قطعة القماش السوداء على أعينهم.

وعند ميناء سدود بدأت الإجراءات القاسية تتفكك رويداً رويداً، اعتقد أبو العطايا وباقي المرضى أن ذلك سببه حزن جنود الاحتلال على وضعهم الإنساني، إلا أن كاميرات التصوير كانت تلتقط المشاهد الإنسانية المؤقتة، ثم ينقلب المشهد 180 درجة عند توقفها.

"رفضوا يخلوني أصلي إلا إني أصريت"، يبين صاحب الـ 25 عاماً أن الضابط نعته بالمخرب ورفض السماح له بالصلاة، إلا أن إصراره وعدم قبوله للجلوس للتحقيق أجبر "الإسرائيلي"، على تركه يصلي، لتأتي كاميرات التصوير مسرعة عبر مجندتين لتصويره وهو يؤديها، إلا أنه قطع صلاته ورفض مواصلتها إذا لم تذهبان".

يكمل المصاب رائد الشمال، "للرسالة" تفاصيل الرحلة الصعبة التي عاشتها "سفينة الحرية" :حين وصلنا الى سدود كان الاحتلال قد جهز لنا عدد من الخيام، واحدة بداخلها مستشفى ميداني، والبقية يملئها ضباط مخابرات الاحتلال التي دخلناها لتحقيق.

ويوضح المصاب أن محقق المخابرات ترك جميع التفاصيل الإنسانية التي دفعته للركوب للسفينة، وبدأ يجعل دافعه بأنه ينتمي لحركة حماس وأنها اغرته بالمال من أجل القيام بهذه الرحلة الخطيرة، الأمر الذي نفاه.

ويحكي الشمال بعد مشوار طويل من التحقيقات، أتت طبيبة "إسرائيلية" لاغراءه بعرض لعلاجه في مشافي الاحتلال بحضور موسع من كاميرات الفيديو، إلا أن اجابته كانت حاضرة (لو بهمكم علاجي كان تركتموني أكمل طريقي، مبارح أطلقتم على الرصاص بشكل متعمد والآن اجتكم الإنسانية).

وبعد رحلة طويلة وشاقة يملؤها المعاناة وجد المرضى أنفسهم على معبر بيت حانون شمال قطاع غزة مجردين من لباسهم وأموالهم وهواتفهم لا يملكون إلا جوزات السفر بعد أن سرقها جنود الاحتلال بشكلٍ متعمد.

وعبر المرضى الذين التقهم الرسالة عن فخرهم بالتجربة التي قاموا بها، كونهم أثبتوا للعالم أن الحصار والحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشوها في قطاع غزة سببها دولة الاحتلال "الإسرائيلي" التي تتعامل مع الشعب الفلسطيني بنازية مطلقة، مؤكدين أنهم سيواصلون محاولاتهم سواء من البحر أو البر حتى نيل حقوقهم الإنسانية بالعلاج.

وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أن من على متن "سفينة الحرية" مشاركين مدنيين سلميين، من مرضى وطلبة وشبان عاطلون عن العمل، في محاولةٍ لكسر الذرائع على الاحتلال باعتراض السفينة، بحسب الهيئة.

 

البث المباشر