بعد سنوات طوال

مكتوب: "الفطر والبطيخ" .. ممنوعات أفرج عنها الاحتلال للأسرى

أسرى فلسطينيين يتناولون طعام الافطار في سجون الاحتلال
أسرى فلسطينيين يتناولون طعام الافطار في سجون الاحتلال

غزة – مها شهوان

قائمة طويلة من الطعام تمنعها إدارة السجون الإسرائيلية عن الأسرى الفلسطينيين، وقد يطول غيابها عنهم مقابل أصناف قليلة من المأكولات التي تسمح لهم بتناولها غالبيتها تحتوي على مواد حافظة.

بعد ما يقارب من الـ 17 عاما يدخل الاحتلال فاكهة البطيخ للمعتقلين في السجون، وسط حالة من الفرح رغم أن ذلك يعد من أبسط حقوقهم، لكن اسقاطها من قائمة الممنوعات بلت ريقهم مع الصيام في فصل الصيف.

والدة أحد الأسرى من الضفة المحتلة حينما علمت بتناول ابنها لفاكهة البطيخ الذي كان يشتهيها دوما، قامت بتوزيعها على الأقارب والجيران مرددة "كلوا وبلوا ريقكم، ابني أكلها بالسجن".

في حين كتب الأسير رائد أبو حمدية متغزلا بتذوقه البطيخ بعد 17 عاما من الحرمان، وراح يسرد لعائلته تفاصيل الحصول عليها وسماح الاحتلال بإدخالها، حيث لكل ستة أسرى بطيخة تبل ريقهم وتبرد عليهم من حر الصيف في المعتقلات الاسرائيلية لاسيما النقب.

أما الشاب محمود قرموز، وصف مشاعر والدته عبر منشور على الفيسبوك حينما أخبرته أمه بتناول شقيقه الأسير "عمار" فاكهته المفضلة، فكتب قائلا:" من المرات القليلة تخونني الكلمات في التعبير، صباح اليوم كنت اتحدث دون أن تحدد مشاعرها، حينما سألتها عن حالها اجابت "يما اخوك عمار امبارح اكل بطيخ لأول مرة من يوم ما انسجن من 16 سنة تقريبا".

وأضاف: راحت أمي تذكرني بطريقة تناول شقيقي لهذه الفاكهة البسيطة، وأخبرتني أنها تواصلت مع أصدقائه من السجن أنه من لا يريد حصته يمنحها لابنها عمار".

وبحسب مزاعم الاحتلال فإن إدارة السجون كانت منعت إدخال البطيخ إلى المعتقلات بسبب عملية تفخيخ البطيخة قرب سجن المسكوبية عام 2001.

ولم يكن حال الأسرى مع فاكهة البطيخ فقط بل مع نبات "الفطر" الذي سمح بإدخاله بعد عشرين سنة، فبمجرد أن حصلوا عليه راحوا يتفننون في طبخه، على السحور والافطار، فهناك جملة من الممنوعات التي تفرضها إدارة السجون على الأسرى كالطحين والبهارات والايس كريم وغيرها.

ومع أن شهر رمضان يتزين الموائد بأشهى الأطعمة، الا أن الأسرى داخل السجون يحاولون تقليد ما تعده أمهاتهم أو زوجاتهم بأبسط الامكانيات.

يقول الأسير المحرر رجائي الكركي:" هناك أنواع من طعام تفرضه إدارة السجون على الأسرى كالنقانق والبرجر، ويكون مذاقها سيئًا جدا والاقبال عليها ضعيف، عدا عن المواد الحافظة التي تحتويها، لكن الجوع يدفعهم لشرائها وتناولها.

وبحكم تجربته داخل السجون ذكر الكركي، أن هناك قائمة ممنوعات من الطعام فرضتها إدارة السجون على الأسرى منها: الكبدة الطازجة والمجمدة، والسمك، وبعض الخضار "الزهرة يسمح بإدخالها مرة في الشهر، وكذلك الملفوف والباذنجان والفاصوليا والبامية".

ويشير إلى أن هناك بعض الأطعمة تتوفر لكن معلبة كالذرة والتونة وعلب الفاصوليا والبازيلاء.

وعن حلوى "القطائف" التي تتزين بها جميع موائد المسلمين، يروي الكركي أن الأسرى رغم حرمانهم من إدخال الطحين إلا أنهم يعدون "القطائف" بعد عملية تجفيف الخبز الجاهز ومن ثم طحنه وخلطه بالحليب الناشف.

ويتذكر المحرر الكركي موقفا يتكرر مع الأسرى في المناسبات لاسيما شهر رمضان والأعياد، أنهم حينما يلتقون ذويهم يسألونهم ماذا تناولوا من طعام، فيضطرون للكذب عليهم أنهم أعدوا من أفخر الاصناف لكن في حقيقة الأمر يكون عكس ذلك، عدا عن ذويهم دوما يتذرعون بتناولهم للعدس خشية أن يكون في نفسهم شيئا

البث المباشر