قائمة الموقع

مكتوب: مهن رمضان.. طقوس متوارثة وفرص عمل للعاطلين

2018-05-31T11:40:54+03:00
بيع القطايف في غزة
غزة – أحمد أبو قمر  

ما إن يهل رمضان، حتى تظهر المهن الموسمية والمخصصة للشهر الفضيل في الأسواق لتكون مصدر رزق لعائلات فقيرة لا تجد قوت يومها خلال الأيام الأخرى.

وتعد المهن المتوارثة ذات طقوس خاصة، لا يحلو رمضان إلا بها، وأبرزها بيع الخروب والقطايف والفوانيس ومهنة المسحراتي وغيرها.

ويقضي المواطنون شهر رمضان في ظل أوضاع اقتصادية صعبة أثرت على جميع مناحي الحياة، في وقت يفرض فيها رئيس السلطة محمود عباس عقوبات اقتصادية على غزة بجانب حصار مستمر 12 عاما.

 طقوس موسمية

المسحراتي خالد أبو فول الذي لم يكمل بعد الـ20 ربيعا، يجوب أزقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة ينادي المواطنين للاستيقاظ للسحور.

ويمتاز أبو فول الذي يمارس المهنة منذ خمس سنوات، بصوته الجميل والعبارات الممتعة التي ينادي بها على المواطنين.

ويعمد أن ينادي على كل بيت باسم صاحبه أو من يعرفهم من الأطفال، مشيرا إلى أن هذه الطريقة تبعث في المواطنين البهجة وتشجعهم على الاستيقاظ لتناول طعام السحور.

وتعد مهنة المسحراتي من المهن الموسمية التي تمارسها شريحة كبيرة من الشباب، طريقا لكسب المال، في ظل حالة الفقر التي يعيشونها.

وما يميز المهنة في الوقت الحالي عن السنوات السابقة، أنه أصبح لها ضوابط لممارستها من حصول ترخيص من الشرطة وتقسيم للمناطق والتزام المسحراتي بارتداء الجلباب التقليدي المتعارف عليه.

ويمزج المسحراتي أبو فول ألحانه بالترحيب بالشهر الفضيل وتذكير المواطنين بالأعمال الخيرية وذكر الله، وكذلك دعوة المواطنين للمشاركة بمسيرات العودة والدعاء للجرحى بالشفاء.

ورغم التقدم التكنولوجي ووجود المنبهات، إلا أن المسحراتي مهنة لم تندثر، وفقرة مهمة من طقوس رمضان لا غنى عنها عند بعض الغزيين.

وتصيب الحسرة أبو فول مع بدء انقضاء رمضان، ليرجع بعدها إلى صفوف العاطلين عن العمل، مؤكدا أن في الشهر الفضيل خير كثير وفرص عمل جيدة لا تتكرر بعد انتهائه.

وعلى مدخل سوق الزاوية في مدينة غزة، يقف البائع خالد الديب خلف عربته المحملة بعبوات الخروب، ينادي على المارة لشرائها في ظل الأجواء الحارة.

ورغم أن البائع خالد يبيع الخروب طوال العام، إلا أنه يعد الشهر الفضيل الأكثر بيعا وربحا عن الشهور الأخرى، بسبب اقبال المواطنين على شراء الخروب الذي يعتبر المشروب الأساسي على موائد الإفطار.

وأوضح أنه يبيع من مشروب الخروب يوميا قرابة 120 لترا، ليحصل على ربح يتراوح بين (50 – 60) شيكلا، في حين يبلغ سعر اللتر الواحد 4 شواكل.

ولفت إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة لدى المواطنين تجعل من الربح هذا العام أقل من الأعوام الماضية، في ظل افتقار المواطنين للمصاريف اللازمة لشهر رمضان.

ومع دخول الشهر الكريم، نصب عادل عقل خيمته على مدخل سوق مخيم جباليا، يبيع القطايف كما كل عام.

وقال عادل إن الأوضاع الصعبة قللت من حركة البيع على القطايف هذا العام، مشيرا إلى أنه بالكاد تجد حركة بيع في ظل انعدام الرواتب منذ أشهر.

في حين حرص بائع الفلافل سعد عكيلة على بيع الفلافل المحشي بالبصل، كون الصائمين يرغبونه، إضافة إلى أنه يحقق ربحا معقولا.

وقال سعد: "أتمنى أن يكون الاقبال على الفلافل في أيام الإفطار كما هو الحال في رمضان"، مؤكدا أنه يبيعها أيضا على السحور لكثرة إقبال المواطنين على الأكلة الشعبية.

ويعيش الغزيون أوضاعا اقتصادية عصيبة وقاسية مع الحصار (الإسرائيلي) والعقوبات التي تفرضها السلطة على غزة، والذي أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر والبطالة إلى مستويات غير مسبوقة، أثرت على مجمل الأوضاع في القطاع.

اخبار ذات صلة