مكتوب: المقاومة تنجح في تثبيت معادلة الردع

فصائل المقاومة
فصائل المقاومة

الرسالة نت - محمد شاهين

اجتازت المقاومة الفلسطينية الاختبار الأول بنجاح بعد ردها السريع على الغارات "الإسرائيلية" التي شنتها الطائرات فجر أمس الأحد على مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية، وقتل الممرضة رزان النجار الجمعة الماضية شرق مدينة خانيونس.

لم تنتظر الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة إنهاء طائرات الاحتلال غاراتها على قطاع غزة، فبادرت بإطلاق رشقات صاروخية وقذائف تجاه مستوطنات غلاف غزة، وقد دوت صافرات الإنذار للمرة الأولى في مستوطنة كريات جات التي تبعد 30 كلم.

هذا الرد جاء بعدما حافظت المقاومة على قواعد الاشتباك ولم تقبل بتغييرها من الاحتلال عندما استهدفت منتصف الاسبوع الماضي بوابل من الصواريخ وقذائف الهاون مستوطنات غلاف غزة، وأعلنت أنه سيتبع أي اعتداء جديد على غزة رد سريع من المقاومة.

حالة من الانكسار والتخبط سادت الصحافة العبرية، بعد قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة فجر الأحد، وعلق الصحفي "الإسرائيلي" يوسي يهوشع بأن حماس تمكنت من تغيير قواعد اللعبة مع الجيش وباتت لا تخشى أن تدكنا بنيران الصواريخ، مبيناً فشل جيشه في الفترة الأخيرة بتحصيل ثمن المتسللين الذين توغلوا عبر السياج الفاصل.

كما اعترف الخبير العسكري في القناة الثانية روني دانيئيل بأن "نتيجة المواجهة الأخيرة مع غزة فشلت في سياسية الردع أمام حماس، ما يعني أننا بانتظار جولات قريبة من التصعيد تفضي إلى مواجهة أخرى مع غزة".

بدوره يرى المختص في الشأن الاسرائيلي محمود مرداوي، أن المقاومة العسكرية، باتت في احتكاك خشن مع جيش الاحتلال الذي كان يسعى لتغيير قوات الاشتباك وفرض معادلاته بشكلٍ منفرد، إلا ان الرد جاء في الوقت المناسب من غزة عبر فوهات المدافع لجماً لاعتداءات الاحتلال.

وأوضح أن ما حدث فجر الأحد هو توازن دقيق بين منع العدو من تغيير قواعد الاشتباك، وبين تحقيق هدفه وحلمه بالهروب من استحقاقات مسيرة العودة عبر لغة القصف والنار، مبيناً أن المقاومة في قطاع غزة ستفشل جميع مخططاته، متوقعاً ان تفضي المعادلة الجديدة إلى عدوان جديد على قطاع غزة.

ويتفق المختص في الشأن "الإسرائيلي" أكرم عطا الله، مع مرداوي إذ يؤكد أن المقاومة الفلسطينية على الأقل لم تسلم لمفهوم الاحتلال بالتهدئة القائم على أن تضرب "إسرائيل" متى وكيفما تريد وعلى الفلسطينيين الالتزام بالتهدئة من جانبهم، وثبت بأن المقاومة تمردت على هذه المعادلة بعد ردها السريع فجر الأحد الماضي على الغارات التي استهدفت مواقع لها.

وأكد عطا الله في حديثه مع "الرسالة"، انتهاء المرحلة التي تضرب فيها "إسرائيل" أهدافاً في قطاع غزة دون رد فوري وسريع للمقاومة، وبالتالي ستكون المرحلة المقبلة مبينة على الفعل ورد الفعل من الطرفين، وستزداد حدة الرد حسب طبيعة الاستهداف.

وتوقع المختص في الشأن "الإسرائيلي" أن تسعى حكومة الاحتلال بعد خروجها مهزومة من جولة الأسبوع الماضي إلى اثبات أنها لن تلتزم بمعادلة المقاومة الفلسطينية وستعتمد على استمرار ضرب أهداف ومواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية بشكلٍ موسع، الأمر الذي لن تصمت عليه فصائل المقاومة في القطاع.

وأشار عطا الله في نهاية حديثه، أن ما يفصلنا عن عدوان جديد على قطاع غزة، هو ارتكاب "إسرائيل" أي حماقة باغتيال أحد قادة المقاومة أو استهداف موقع أو مكان يرتقي خلاله شهداء، أو استهداف المقاومة منطقة مأهولة بالسكان ووقوع قتلى "إسرائيليين" الأمر الذي سيفجر الأوضاع بشكلٍ كامل.

البث المباشر