مكتوب: الصليب الأحمر: الأزمة الصحية بغزة "غير مسبوقة"

سهير زقوت
سهير زقوت

غزة-محمود فودة

قالت سهير زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة إن الأزمة التي يشهدها القطاع الصحي بغزة في الوقت الراهن "غير مسبوقة" ولم تمر منذ سنوات، بفعل الضغط الشديد على المرافق الصحية مع تواصل المسيرات على حدود غزة، والقيود المفروضة (إسرائيليا) منذ عشر سنوات.

وأضافت زقوت في حوار مع "الرسالة" أن الطواقم الطبية العاملة في مستشفيات غزة ومرافقها الصحية تعمل في ظروف استثنائية، أهمها عدم توافر المستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع الكم الهائل من الإصابات نتيجة الأحداث الجارية على حدود غزة الشرقية، إضافة للظروف الخاصة بالموظفين في ظل عدم تلقيهم للرواتب رغم عملهم منذ 70 يوما على مدار الساعة.

وأكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن اللجنة تداعت إلى المساعدة العاجلة في تخفيف حدة الأزمة الصحية في غزة، من خلال إمداد المرافق الصحية بالمستلزمات الطبية قدر الإمكان، بإدخالها إلى غزة، وكذلك إيفاد فرق طبية متخصصة لمساعدة الأطباء والجراحين بغزة على علاج الجرحى بشكل طارئ.

وأوضحت زقوت أن اللجنة نسقت مع وزارة الصحة بغزة لتجهيز وحدة جراحية مكونة من 50 سريرا في مجمع الشفاء الطبي لتكون متخصصة لعمل فريق طبي تابع للصليب الأحمر سيحضر بعد شهر رمضان، لإجراء مئات العمليات الجراحية المعقدة التي يحتاجها أكثر من 1300 جريح فلسطيني، هم بحاجة إلى ما لا يقل عن 4000 عملية جراحية، تبرعت اللجنة بتنفيذ نصف هذه العمليات، لترميم ما تعرض له المصابون من جروح برصاص جيش الاحتلال (الإسرائيلي) على حدود غزة.

ونوهت بأن الفريق الطبي القادم هو الثالث على التوالي بعد وصول فريقين طبيين خلال الأسابيع القليلة الماضية منذ 30 مارس وهو تاريخ بدء الأحداث على حدود غزة، مشيرة إلى أن الفريق القادم مكون من 11 جراحا وممرضا وطبيب تخدير، بهدف إجراء العمليات الجراحية للجرحى المصابين بجروح خطيرة، وما زالوا في أروقة مستشفيات غزة.

وكانت وزارة الصحة بغزة قد أعلنت أمس الأحد أنها تعاني من نقص حاد في مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، وأن" حصيلة الجرحى في مسيرات العودة وصل لـ 13 ألف جريح، وعملت بقدرة 4 أضعاف في غرف العناية المكثفة فيما حذرت من خطورة المرحلة القادمة،" فما يمكننا إنقاذه اليوم، لن نستطيع إنقاذه في الأيام القادمة".

وبينت زقوت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعثت نداء استغاثة لدول العالم للمسارعة في إنقاذ الوضع الصحي بغزة، بهدف توفير مبلغ يقدر بـ 5.3 مليون دولار لتوفير مستلزمات طبية واستقدام وفود طبية لمعالجة الجرحى بغزة، مشيرةً إلى أن جزءًا من المبلغ تم توفيره خلال الفترة الماضية بتبرعات من دول متعددة، فيما تنتظر اللجنة استكمال المبلغ المطلوب لاستمرار الدعم الطبي لمرافق غزة الصحية.

وشددت على أن اللجنة ما زالت تتابع الأحداث الجارية على حدود غزة بالتواصل المستمر مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عدا عن توثيق الانتهاكات الحاصلة بحق المدنيين المشاركين في المسيرات من فرق ميدانية تابعة للجنة، بهدف إطلاع الجانب الإسرائيلي عليها خلال اتصالات اللجنة الدولية معه -وفق قولها-.

وفي السؤال عن نتائج الاتصالات الجارية مع الاحتلال (الإسرائيلي)، ردت زقوت بأنها اتصالات ثنائية غير معلنة النتائج، تهدف لإيصال موقف اللجنة من كافة الأحداث للجهات المعنية في كلا الجانبين، عدا عن إبلاغ أصحاب الشأن من المدنيين الذين تعرضوا للانتهاكات بنتائج هذه الاتصالات.

وأكدت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تولي اهتماما كبيرا للأحداث القائمة في غزة، وتكرس جل نشاطاتها في الوقت الراهن للتخفيف من الأزمة الصحية، عبر الدعم بواسطة كوادر طبية، ومستلزمات

يمكنها المساهمة في إكمال الطواقم الطبية لنشاطها.

يشار إلى مسيرات العودة انطلقت في قطاع غزة في 30 مارس الماضي، استشهد خلالها أكثر من 130 شهيدا بينهم صحفيون ومسعفون، فيما ما زالت تتواصل فعالياتها على حدود غزة بشكل يومي.

البث المباشر