8 ضرورات تجعل المقاومة السلمية "مرهقة" للاحتلال
غزة – الرسالة نت
مع تزايد الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين، يواصل شعبنا مقاومته ضد الاحتلال، ويبدع هذا الشعب في ابتكار أدوات المقاومة، وأصبح يوازن بين هذه الأدوات بشكل يربك العدو، حيث يستخدم المقاومة العسكرية في ظروف، ويستخدم المقاومة السلمية في ظروف أخرى وفق ما تفتضيه مصلحة شعبنا.
قبل أكثر من شهرين بدأ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "مسيرة العودة"، التي تشكل إحدى أوجه المقاومة السلمية في فلسطين، إلى جانب استمرار الضفة الغربية بمقاومتها السلمية، وباتت هذه المقاومة تؤتي نتائج حقيقية لصالح شعبنا الفلسطيني، حيث بات العدو يعبّر عن تخوّفه من استمرار هذه المسيرات.
إن أكثر النتائج التي حققتها المقاومة السلمية في فلسطين، سيّما مسيرات العودة، أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي، وأنها حققت التفافاً وتضامناً عالمياً حول معاناة الفلسطينيين، وقد رأينا ذلك في حجم الإدانات التي صدرت بعد مجزرة الاحتلال بحق المتظاهرين يوم العودة.
إن الهدف الأساسي من المقاومة السلمية هو الاستمرار في زعزعة الأمن الصهيوني على المستوى الميداني والسياسي، وإن ثمة ضرورات لتحقيق هذا الهدف، وإرهاق الاحتلال بشكل مستمر حتى يدفع الثمن ويتحمل تبعات احتلاله، "المجد الأمني" يذكر (8) من أبرز هذه الضرورات:
1-انتشار الحراك الثوري السلمي في المناطق الفلسطينية كافة: ولهذا التزامن أثر كبير ضد الاحتلال، حيث يعمل على تشتيت جهوده وإرباكه، لنتخيّل أن "مسيرة العودة" قد تزامنت مع مسيرة في الضفة الغربية والداخل المحتل، حتماً سيرتفع سقف مطالبنا، وسنحقق نتائج أفضل.
2-الاستمرارية: حيث يجب ألا نتوقف عند مرحلة معينة، بل وجب أن نواصل مقاومتنا السلمية بشكل يجعل الاحتلال بحالة استنفار دائم على كل مستوياته: السياسية والأمنية والعسكرية، حيث أن الاحتلال لا يقوى على البقاء بهذه الحالة لفترة طويلة، الأمر الذي يجبره على تلبية مطالب شعبنا، وهذا سيحصل لو استمرينا بالنضال السلمي.
3-مراعاة طبيعة العمل المقاوم: حيث تنجح العمليات الفردية في الضفة الغربية أكثر من الجماعية، مثل عمليات الدهس، بينما تنجح العمليات الجماعية في قطاع غزة أكثر من الفردية، مثل عمليات اقتحام الحدود.
4. الانطلاق من المخيّمات والقرى: لأن طبيعة هذين المكانين تجعل من سيطرة الاحتلال صعبة، أما في المدن فمن السهل على جيش الاحتلال السيطرة على الشوارع والمداخل كما في رام الله، أو قصف أهداف كما في مدينة غزة.
5. تنوع الوسائل: إن تنوع الوسائل يشكل ميزة من مزايا المقاومة السلمية، إذ أنها تظهر الابداع الفلسطيني ضد العدو، فمن أجل استمرارية المقاومة السلمية يجب التنويع بالوسائل والأدوات، وإبداع الجديد الذي يحقق مفاجأة للاحتلال، كما أبدع الغزّيون الطائرات الورقية الحارقة التي فعلاً قد آلمت العدو.
6. التوحد: أي العمل بروح الوطنية والبعد عن الفصائلية، هذا من شأنه الاستمرارية في المقاومة السلمية، حيث يثبت شعبنا للصديق والعدو أنه قوي وقادر على تنحية خلافاته جانباً، والإبقاء على المصلحة الوطنية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته، وأنه أيضاً بات قادر على فهم واجبه، وإفشال مخطط العدو الصهيوني بتفريق شعبنا.
7. مباغتة العدو: حيث امتلاك عنصر المفاجأة الذي يربك العدو ويجعله في صدمة وذهول، ويهرول من أجل البحث عن حلول، وعنصر المباغتة يجب أن يكون على مستوى التكتيكات الميدانية والقرارات السياسية، وذلك لإيلام العدو على كل المستويات.
8. التزامن الإعلامي مع النشاط الثوري: إن الإعلام سلاح قوي يملكه الفلسطينيون، وقادرون على توجيه هذا السلاح من أجل خدمة قضيتهم وتفعيلها وإعادة الحيوية لها، ويجب أن يعمل هذا السلاح في مستويين، الأول: فضح جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والثاني: تسويق إنجازات المقاومة السلمية الفلسطينية للعالم؛ لأن العالم يتغنى بالبطولات بشكل دائم.
وقد استطاع الشعب الفلسطيني خلال مسيرات العودة ومسيرات الضفة الغربية المحتلة، أن يوصل رسائل سياسية وإعلامية للعالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت هذه المواقع توفّر الكثير وتحقق رواجاً كبيراً وتحقق تفاعلاً أكثر من الصحافة التقليدية.
هذه أهم الضرورات التي يجب أن نقوم بها من أجل استمرارية الحراك السلمي الفلسطيني وتحقيق نتائج إيجابية لشعبنا، لكن الأهم أن نأخذ بكل هذه الضرورات بشكل متزامن ومتكامل، حتى نحقق أكبر قدر من المصالح للشعب الفلسطيني.