من المقرر أن تصل اليوم الخميس الدفعة الثالثة من متضامني قافلة "أميال من الابتسامات" إلى قطاع غزة وعددهم 13 متضامنا، ليلتحقوا بأعضاء القافلة الذين وصلوا مساء الاربعاء، وعددهم 27 متضامنا.
وقال رئيس القافلة عصام يوسف لـ "الرسالة نت" إن القافلة التي تحمل حوالي 18 ألف طرد غذائي مقدمة من مؤسسة الاغاثة العالمية، ستبدأ بالترتيب لتسيير قوافل اخرى للقطاع قريبا.
وهذه القافلة هي الرابعة والثلاثين من قوافل "أميال من الابتسامات" التي بدأت عام 2009، بمشاركة شخصيات ومؤسسات دولية من مختلف انحاء العالم.
وأشار يوسف إلى وجود ترتيبات مع السلطات المصرية عبر وزارة الخارجية والاجهزة الامنية المختصة، قائلا "نحن نثمن العلاقة مع مصر التي لن تنفصل عن قضيتها الفلسطينية، وهي علاقة تاريخية وهناك تسهيلات مميزة للقوافل نقدرها".
وذكر أن سفينة كسر الحصار التي بدأت بجولة على البحار الاوروبية والموانئ، والتي توجهت لأول مرة الى لندن، قد تصل غزة في منتصف شهر ايلول المقبل، موضحًا ان هذه المحاولات لن ترهبها اجراءات الاحتلال ولا قرصنته، ولا حتى حصاره المفروض ضد الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بإجراءات السلطة الانتقامية ضد غزة، فقال إن رئيس السلطة الذي يصر على المفاوضات مع عدوه، من باب أولى ان يصر على فتح الحوار مع ابناء شعبه، "ومسألة التمكين توحي وكأن هناك صراعا فلسطينيا، وهذا لا يليق، وليس مبررا ليعاقب رئيس السلطة جزء من ابناء شعبه".
وعرّج رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة، على مسيرات العودة وكسر الحصار، مؤكدا أنها خلقت معطيات جديدة على الأرض، وخلطت أوراقاً سياسية كثيرة في منطقة تعيش في هذه المرحلة تهافتاً سياسياً إقليمياً ودولياً كبيراً، يوازيه فرض إرادات بهدف إنجاز مشروع التفكيك وإعادة التركيب.
وبين أن المسيرة أعادت توجيه البوصلة من جديد لجوهر الصراع، حين تحيد هذه البوصلة بفعل محاولات قوى سياسية في الإقليم وخارجه فرض حساباتها الخاصة على الأرض.
ولفت يوسف إلى أن المسيرة استطاعت أن تقدم نفسها كاستفتاء شعبي ناجز يعيد مسألة التمسك بالحقوق الوطنية وعدم التفريط بها مهما بلغ الثمن، إلى صدارة المشهد السياسي، كما تمكنت أن تجمع تحت مظلتها الكل الفلسطيني، وتعيد تذكيره بأن الوحدة ثم الوحدة هي حاضنة الصمود الفلسطيني.
واعتبر يوسف أن المسيرة شكلت حلقة للوصل بين أبناء الوطن الواحد بكل فصائله وطيفه السياسي المتنوع، ووحدت المواقف أمام سيل الدماء الفلسطينية الزكية، حيث تقاطعت هذه المواقف بشكل مبدئي حول مرتكز ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل أمام العدوان الإسرائيلي الهمجي.
وشدد يوسف على أن اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي ركاب السفينة التي أبحرت من غزة إلى قبرص، جريمة جديدة التي تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني وأبناء قطاع غزة الذين تحاصرهم برا وبحرا وجوا منذ 12 عاما، منتهكةً بذلك كافة الأعراف والقوانين والتشريعات الدولية".
وتساءل يوسف "كيف لدولة تمتلك ترسانة أسلحة فتاكة بحجم ما تمتلكه دولة الاحتلال، وتعتبر نفسها قوة إقليمية تفوق باقي دول المنطقة من الناحية العسكرية، أن تطارد زورقاً يستقله طلبة، ومرضى، جل طموحهم الخروج من القطاع المحاصر للعلاج والدراسة؟
وأضاف "ألا تخجل هذه الدولة من نفسها وهي تتصرف كدولة فوق القانون، في حين تبني سطوتها وجبروتها على أشلاء الأبرياء والجوعى والمسحوقين من أبناء الشعب الفلسطيني؟".