قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: هل تغيير الأردن قواعد اللعبة في ملف المصالحة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة- شيماء مرزوق 

أجندات مزدحمة وضعت على طاولة الاجتماع الثلاثي الذي جرى بين وزراء خارجية مصر والاردن والسلطة الخميس الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، أبرزها ملف المصالحة الفلسطينية.

وقد أشارت بعض التقديرات إلى ان وجود الأردن في هذا الاجتماع الهدف منه أن تقوم المملكة بممارسة ضغط على السلطة كي تبدي مرونة وتقدم بعض التنازلات في ملف المصالحة الذي ترعاه مصر منذ سنوات وفشلت في إنجازه، وربما هذا ما يفسر حديث عريقات عن إمكانية استئناف المحادثات مع حماس لتحقيق المصالحة، حيث تدفع كل من مصر والأردن بشكل قوي نحو التوصل إلى تفاهمات واضحة للمصالحة الداخلية وإحياء مسارها من جديد.

محاولات احياء ملف المصالحة ليست منفصلة عن الوضع الإنساني في غزة الذي يشهد تدهورا غير مسبوق ما يثير قلق جميع الأطراف، إلى جانب صفقة القرن التي تحاول الإدارة الامريكية تمريرها.

لكن يبقى السؤال الأبرز لماذا استحضار دور الأردن الآن؟

- ربما استحضار الأردن الغائبة عن ملف المصالحة جاء بعد محاولات مصر الحثيثة الضغط على فتح وحماس لإنجاح المصالحة ومن الواضح أن مصر نجحت في الضغط على حماس فقط كونها تملك أوراق ضغط وقوة تمكنها من ذلك خاصة في ظل الوضع المتدهور في غزة، بينما شهدت العلاقة ما بين مصر وحركة فح فتورا كبيرا نتيجة افشال الأخيرة للجهود المصرية.

-لا تغفل مصر أن الأردن تملك من أوراق القوة والضغط على فتح ما تملكه هي اتجاه حماس، فالدور الأردني المرتبط بشكل وثيق بالملف الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية يؤهله للعب دور كبير وممارسة ضغط لا يستهان به على السلطة الفلسطينية وحركة فتح ان أرادت المملكة ذلك.

-في ظل حالة الجدل الكبيرة حول الترتيبات القادمة في قطاع غزة التي بدأت جميع الأطراف بالحديث علانية بأنه ان لم تتجاوب السلطة معها فسيتم تجاوزها، قد يكون هذا المدخل الأهم لدور الأردن لتمارس ضغط على السلطة التي تفرض عقوبات على غزة دفعت الأمور نحو تدهور انساني خطير.

ورغم دعم الأردن لاتفاق المصالحة الأخير في أكتوبر 2017 عبر تصريح وزير خارجيتها أيمن الصفدي الذي أكد دعم بلاده للجهود المصرية لإتمام المصالحة، إلا أنه خلف الكواليس لم تخف المملكة غضبها ليس فقط لأنها لا تطلع على التفاصيل، ولكن لأنها أيضا تقرأ ما بين الأسطر رؤية ترمب لتمرير صفقته المتعلقة بأهم قضية في الشرق الأوسط.

 

 

-لا يمكن الفصل بين الدور الأردني المأمول في ملف المصالحة عن ترتيبات صفقة القرن التي وان كانت من المفترض ان تبدأ من غزة فإنها لا بد ان تصل للضفة الغربية وهنا من المستحيل تجاهل دور الأردن، وستعمل عمان على ان تكون حاضرة بقوة في كل التفاصيل كون الضفة بالنسبة لها تشكل الحلقة الأهم فهي ورقة لها علاقة بالأمن القومي الأردني وبمواصفات ورقة قطاع غزة نفسها التي ترتبط بشكل عميق بالأمن القومي المصري.

-موقف الأردن الغاضب من صفقة ترمب الذي دفع المملكة لتحذير عدة دول عربية منها لبنان من تفاصيل الصفقة، ناتج بالدرجة الأولى عن عدم مراعاة هذه الصفقة للمصالح الأردنية خاصة أن الأردن تخشى ان يتم حل قضية اللاجئين على حسابها وهي الدولة التي تحوي أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، هذا عدا عن الضربة التي تلقتها عقب اعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال وهي صاحبة الوصاية على المقدسات.

وتشير التقديرات إلى أنه عندما تنتقل الترتيبات في غزة وتحت أي عنوان لملف الضفة الغربية، هنا سيتحرك الأردن لأن أي تسوية في المنطقة لها علاقة بالملف الفلسطيني ينبغي أن تأخذ في حسابها المصالح الأساسية الأردنية وذلك كون أي حلول عملية عندما تبدأ في التطبيق على الأرض غير ممكنة من دون الأردن.

والبعض يربط صراحة الاحتجاجات الشعبية والازمة التي يشهدها الأردن بصفقة القرن، كما ان توقف الدعم المالي السعودي والاماراتي الذي ساهم في الأزمة الاقتصادية في الأردن ليس بريئًا.

البث المباشر