يتعامل البعض مع الانطوائية على أنها أحد أنواع «الخجل»، فيما يراها آخرون أنها تشي بأمرٍ سلبيّ، ولكن في الواقع فإن الانطوائية وهي طابع شخصي لها طريقة تفكير معينة للتعامل مع الأمور، لها مميزاتها وعيوبها، وفي هذا التقرير نستعرض علامات وسمات تميز الشخصية الانطوائية، فهل تمتلك إحداها؟
1- تشعر باستنزاف طاقتك عندما تُحاط بالكثير من الناس
هل تشعر بالإرهاق والضغط بعد قضاء بعض الوقت مع الكثير من الناس وسط بعض الزحام؟ بعد يوم من التفاعل مع الآخرين، هل تحتاج في كثير من الأحيان إلى الرجوع إلى مكانٍ هادئ والمكوث فترة طويلة من الوقت مع نفسك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فأنت تمتلك واحدة من الخصائص الرئيسية للشخصية الانطوائية.
وهذا لا يعني بالضرورة أنَّ جميع الانطوائيين، يتجنَّبون الأحداث الاجتماعية تمامًا؛ فهناك من الانطوائيين الذين يستمتعون بقضاء الوقت مع الآخرين، ولكن أيّ نوع من «الآخرين»؟ هذا مربط الفرس، إذ يميل الانطوائيُّون لقضاء ذلك الوقت مع أصدقائهم المُقربين.
2- تستمتع بقضاء الوقت بمفردك
قد ترتبط هذه العلامة بالعلامة التي سبقتها، فعندما يكون لدى الشخص الانطوائي فرصة لأخذ قسط من الراحة، يفضّل قضاء بعض الوقت وحيدًا بعيدًا عن الآخرين، ويقضيه في القراءة مثلًا أو ممارسة ألعاب الفيديو أو حتى التنزه، فهذا الوقت الهادئ، يُمثل أهمية كبيرة له، ويُشعره ببعض السعادة والرفاهية.
3- الإبداع الفردي
تُظهر العديد من الدراسات أن الانطوائيين مبدعون، ويستطيعون تجميع الكثير من المعلومات وربطها للوصول إلى حلول إبداعية، ودائمًا ما يصل الانطوائي إلى أفضل فاعلية في التفكير لديه للوصول إلى حلٍّ مُبتكر، عندما يكون بمفرده.
4- الإنصات بعمق
يُعتبر الانطوائيين مُستمعين جيدين، يُنصتون بعمقٍ وتركيز من أجل فهم ما يقوله الآخرون جيدًا، وليس الردّ المتسرع أو الردود الروتينية، وإذا طُلبت منهم النصيحة لا يُقدمون تلك النصائح العامة والتي تنفع مع كل الحالات، وإنما يحاول أن يفكر جيدًا في حال الشخص، ليصل إلى نصيحة تناسبه بشكلٍ شخصيّ.
5- يفكر قبل أن يتكلم
ربما لن يرد سريعًا وتلقائيًا من أجل إثبات الحضور وملء الفراغ، ربما يتأخر قليلًا لإيجاد الرد الأنسب، هذه إحدى سمات الشخص الانطوائي، الذي يحتاج بعض الوقت لمعالجة المعاني والأحداث في ذهنه أولًا، والتفكير جيدًا ويختار الكلمات بعناية وحرص، وعندما يصل إلى الرد المناسب يحكيه ويناقشه مع الآخرين بوضوح.
6- يبقى وحيدًا مع الازدحام
عندما يتواجد الشخص الانطوائي في أماكن عامة ومزدحمة يشعر بالوحدة، مع كثرة الناس من حوله، ويستطيع أن يصنع عالمه الخاص بعيدًا عن الآخرين، فإذا كان مثلًا في وسائل نقل عامة من مترو أو أوتوبيسات أو قطارات، يُفضل الانطوائي أن يضع سماعات في أذنه ويستمع لما يُفضله، أو ينصب بسهولة على شاشة الهاتف الذكي أمامه ويتابع اهتمامته بعيدًا عن البيئة المحيطة، بدلًا من محاولة التواصل مع الغرباء.
7- يبتعد عن دائرة الأضواء
ربما مثلًا يفضّلون أحيانًا الجلوس بعيدًا وليس في الصفوف الأولى على عكس الانبساطيين الذين دائمًا ما يفضلون أن يكونوا في الصفوف الأولى، وفي دائرة الضوء، ويبادرون بسرعة وتلقائية برفع يديهم إذا ما طلب أحد في المجموعة سؤالًا يعرفون إجابته.
8- نادرًا ما يشعر بالملل
يخلق الشخص الانطوائي حالةً من الحوار والعلاقة مع نفسه وتفكيره والتي لا يُحب كثيرًا مُشاركتها مع الآخرين، فيفكرون دائمًا في حياتهم وأحلامهم في أذهانهم، فالانطوائيون مُفكرون عميقون، لديهم نوع من التفكير الداخلي والحوار الشيق مع الذات.
9- يتشتَّت بسهولة
وفي الوقت الذي يتقلص فيه حجم الشعور بالملل بالنسبة للانطوائيين، على عكس الانبساطيين، فإن هناك مُشكلة يُعاني منها الانطوائيون تتمثل في سهولة تعرضهم لنوع من التشتت الذهني والنفسي، ويتذمرون من البيئات التي تحتوي على مُحفزات ومنبهات كثيرة.
10- يفضل التواصل الكتابي
يُفضل معظم الانطوائيين التواصل الكتابي مع الآخرين، الذي يتضمن اختيارًا جيدًا للكلمات في بيئةٍ هادئة، أفضل من التواصل الصوتي المباشر الذي يحمل طابعًا مُختلفًا، ويميل عدد منهم إلى مهنة الكتابة الانفرادية الإبداعية، لعلّك بالفعل تجد بعض الأشخاص والشخصيات العامة يجيدون التعبير بالكتابة أفضل من التعبير بالحديث الصوتي المباشر.