قائمة الموقع

مقال: الكذَّابون  

2018-06-11T06:25:11+03:00
الكاتب رامي خريس

كان الكذب ولا يزال صفة ذميمة، ولكن في عصرنا هناك من يعتبره "شطارة" أو أنه أداة من أدوات اقناع الناس أو التخلص من المواقف المحرجة، ولكن هيهات هيهات فإن حبله قصير كما قالوا ويقولون.

والسؤال هنا: لما يكذب الناس؟: هل لأنهم يخافون قول الحقيقة، أم لأنهم يريدون خداع غيرهم؟

في عصرنا الحالي أصبحنا نلمس ونرى دوافع أخرى للكذب من بينها، أن البعض أصبحت لديه موهبة أو متعة في القدرة على الكذب، فراح يكذب صباح مساء بدون حاجة لذلك سوى أنه يستمتع وهو يكذب والناس له مصدقين.

وإذا كان الكذب صفة بعض الجبناء أو الدجالين فإنه انتقل ليصيب الزعماء والقادة والرؤساء، ولا يصعب علينا اليوم أن نأتي بأمثلة كثيرة عن رئيس كذب على شعبه كأن يعدهم أن يحصلوا على شيء في الغد ثم لا يجدونه إلا سرابا. 

والمفاجأة عند البحث عن الكذب، يقول لنا العم "قوقل" في بعض نتائج الموضوعات على الشبكة العنكبوتية، أن هناك أنوعاً للكذب منه الإداري والاقتصادي والسياسي وفي النوع الأخير تحديداً كان هناك مؤلفات من بينها "عندما يكذب الرؤساء: تاريخ الخداع الرسمي وعواقبه" لإريك والترمان، والذي يعرض نماذج كثيرة من الكذب الرئاسي في السبعين سنة الماضية، وكتاب: "لماذا يكذب القادة؟: حقيقة الكذب في السياسة الدولية" لمؤلفه جون جي ميرشيمر .

وعلى الكاذب (المزنوق) تظهر بعض العلامات من بينها التكلف العصبي حيث يميل الكذاب إلى تكلف منظر الجاد لاسيما في وجهه، والتكرار فالكذاب يميل عادةً إلى استخدام نفس الكلمات مرات متتالية وكذلك نفس المبررات، والتعميم عندما يحاول الكاذب تجنب مسؤولية أفعاله ، باستخدام أسلوب التعميم كأن يسأل المدير الموظف عن سبب التأخر فيرد الموظف (كل الموظفين يتأخرون، حركة المرور سيئة).

على كلٍّ، الكذاب سواء كان رئيساً أم غفيرا لن يستطيع أن يخدع الناس طويلا، وفي هذا يقولون "تستطيع أنّ تخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل وقت ولكنك لا تستطيع أنّ تخدع كل الناس كل الوقت".

اخبار ذات صلة