قائمة الموقع

مكتوب: بالخميرة والماء.. أم رامز تواجه قنابل الاحتلال في مسيرات العودة

2018-06-19T07:24:03+03:00
ارشيفية
غزة-إسماعيل الغول  

بين الشبان الفلسطينيين الثائرين على الحدود تقف الحاجة أم رامز، قرب السياج الفاصل وسط وابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع وتمسك بيدها زجاجة بلاستيكية تحتوي على ماء وخميرة لمواجهة قنابل الغاز التي يلقيها الاحتلال على الشبان المتظاهرين على حدود غزة.

ويلقي الاحتلال قنابل الغاز على الشبان المتظاهرين من أجل تفرقتهم، وهي غازات مجهولة وتسبب للمتظاهرين تهيجا في العينين والبشرة والوجه بالإضافة للتقيؤ والغثيان وبعض حالات الإغماء والاضطرابات العصبية.

وحينما سمعت الحاجة إيمان طالب (48 عاما)، أن مخلوط الماء والخميرة يقلل من تأثير الغاز على المتظاهرين، بدأت بتجهيز عدتها من تلك العبوات لتشجيع الشبان على الصمود أمام الاحتلال.

وما إن يخرج الشبان المستنشقين للغاز، حتى تهرع إليهم الحاجة إيمان لترش على وجوههم سائل الخميرة للتخفيف من آثار "حرقان الوجه والعينين".

ومن الجمعة الاولى لانطلاق مسيرات العودة حملت إيمان بمساعدة بناتها عبوات الخميرة متوجهات إلى السياج الزائل، لإسعاف الشبان المتظاهرين المختنقين من الغاز.

وبدافع الواجب لحماية الشباب الثائر تتقدم هي وبناتها نحو الخطوط الاولى لمساندة الشبان الذين هم أكثر عرضة لقنابل الغاز التي يلقيها الاحتلال.

وقالت إيمان لـ"الرسالة"، قبل صلاة الجمعة أخلط الماء بالخميرة وأضعه في زجاجات، وأتوجه عبر الباصات للسياج الفاصل للمشاركة بمسيرات العودة".

وتوصلت إيمان لهذه الطريقة التي تعمل على تخفيف مفعول غاز الاحتلال، وهي تجلس مع ابنتها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كانت إحدى صديقاتها تشارك منشورا يتحدث عن مخلوط الخميرة والماء وأهميته.

وتأمل بالرجوع إلى بلدتها الاصلية "سدود" بعد أن ظهر عليها أثار لوعة الاشتياق لرؤية بيت أجدادها، الذي بني من الطين، وتأمل بإعادة إعمارها والسكن فيها.

وتحاول الحاجة إيمان من خلال حملها لسائل الخميرة ومشاركتها بمسيرات العودة إيصال رسالة بأن النساء شقائق الرجال ويعملن معهم في جميع الساحات وسينجحن باقتلاع الحقوق من الاحتلال واستكمال المشروع الذي سارت به آلاف الامهات وضحين بأبنائهن من أجل العودة للوطن.

تحكي وهي تعبئ السائل في الزجاجات: "المرأة الفلسطينية سند للمقاومين والمجاهدين والجهاد لا يقتصر على الرجال بل نحن جزء اساسي فيه ايضا وعلى مدار الحقبة التاريخية للجهاد في فلسطين اثبتت المرأة الفلسطينية قدرتها على أن تكون جزءا لا يتجزأ من مقاومة الاحتلال.

ولا يعدم الفلسطينيون الأدوات في مواجهة اعتداءات جنود الاحتلال، فهي لا تقتصر على مواجهة قنابل الغاز فقط باستخدام الخميرة والماء بل على مدار مسيرات العودة أثبت الفلسطينيون أنهم قادرون على التحدي باختراعهم بعض الادوات البسيطة مثل كمامة البصل والكمامات المصنوعة من العبوات البلاستيكية.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00