موجة غضب على سلطة رام الله بعد إرجائها مناقشة تقرير غولدستون

غزة – الرسالة نت

أثار موقف السلطة في رام الله من تقرير غولدستون موجة واسعة من الانتقادات في أوساط فلسطينية وعربية وحقوقية ،  و قال المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع "إننا نشعر بغضب في حركة حقوق الإنسان في العالم من قرار وموقف السلطة الفلسطينية غير المسؤول بسحب وتأجيل البحث في تقرير لجنة تقصى الحقائق جولدستون".

وأضاف مناع في تصريحات متلفزة لقناة الجزيرة الفضائية "نحن واقعيون ولذلك اتصلنا بـ35 وفدًا من كل أنحاء العالم وكسبنا 100 بالمائة 33 وفد وكنا نعمل لوبي وكمجموعات ولم يكن هنا لعب وهراء ولكن الطعنة الأساسية جاءت في الظهر ولم تأتي من الوجه".

من جهتها عدت راوية الشوا عضو المجلس التشريعي والمفوض بالهيئة المستقلة لحقوق الإنسان النائب راوية الشوا طلب السلطة الفلسطينية تأجيل النظر في تقرير جولدستون إلى الدورة القادمة بأنه تصرف "مخجل ومتسرع".

وقالت الشوا في بيان صحفي:" إن قدوم السلطة على تلك الخطوة هو استخفاف بمعاناة الشعب الفلسطيني وبدماء أكثر من 1400 شهيد سقطوا جراء حرب يناير الأخيرة على القطاع".

واعتبر عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي إرجاء مناقشة التقرير بانه ’وصمة عار’ يستحق الذين يقفون خلفه المثول أمام محكمة شعبية فلسطينية، بتهمة المتاجرة بدماء الشهداء وبيع الحقوق الوطنية الفلسطينية، دون مقابل، غير الرضا الأمريكي ـ الإسرائيلي عليهم وعلى سلطتهم البائسة.

وقال عطوان ان الشعب الفلسطيني لم يفوّض السيد عباس ولا ’المجموعة’ المحيطة به، لبيع دماء الشهداء بهذا الرخص، ومقابل وعود هزيلة باستئناف مفاوضات أكثر عبثية وسط ضجيج البلدوزرات وخلاّطات الاسمنت التي تقيم المستوطنات الجديدة، وتوسع القديمة وتهوّد المدينة المقدسة.

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أرجأ مناقشة "تقرير غولدستون" المندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مارس المقبل، بطلب من السلطة الوطنية الفلسطينية، بعد ضغوط هائلة من الولايات المتحدة، " بهدف إعادة عملية السلام إلى مسارها"، الأمر الذي قوبل باستنكار الفصائل الفلسطينية التي دانت موقف السلطة، واعتبرت أنه أساء للنضال الفلسطيني.

وتفصيلاً، بعد نفي رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة إبراهيم خريشة أنه طلب تأجيل بحث لجنة حقوق الإنسان لتقرير اللجنة التي ترأسها القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون، وقامت بالتحري في قطاع غزة عقب العدوان الإسرائيلي، وبرّر السفير الأمر بقوله «حتى نضمن الحصول على إجماع، وليس بضغط من الولايات المتحدة الأميركية »، ويعكس التناقض بين تصريحي عريقات وخريشة عشوائية التنسيق، وعدم التحضير اللازم والأداء الإعلامي المرتب.


وأكد خريشة في مقابلة مع قناة «الجزيرة» سعي السلطة لسحب دعمها لمشروع قرار مناقشة التقرير.


وكان من المقرر أن يصوت المجلس أمس على قرار يدين تقاعس إسرائيل عن التعاون مع فريق الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب، لكن باكستان نيابة عن الدول العربية والإسلامية والإفريقية الراعية للقرار، طلبت من المجلس رسميا تأجيل التصويت على نص القرار. وقال المبعوث الباكستاني زامير أكرم للمجلس الذي يضم 47 دولة إن هذا «سيتيح مزيدا من الوقت من أجل بحث شامل وواسع للتقرير».


وذكر مصدر دبلوماسي أن الخطوة جاءت بعد ضغوط هائلة من الولايات المتحدة على الفلسطينيين، حيث تعمل على التحضير لوثيقة سلام «غير مسبوقة» بين الفلسطينيين و«إسرائيل»، تمهد لإنهاء الصراع بينهما، موضحةً أن مصادقة السلطة الفلسطينية على التقرير من شأنها أن «تضر» الطرح الأميركي.

 

البث المباشر