يطلق لقب "الحصان الأسود" على المنتخب المغمور أو المتواضع الذي يرشحه الجميع لتوديع منافسات البطولة من دورها الأول, قبل أن يفاجئ الجميع ويحقق نتائج كبيرة مخالفة للتوقعات تقلق المنتخبات العريقة التي راحت ضحية لهذه المفاجآت.
وقد عرفت البطولات العشرين من نهائيات كأس العالم العديد من المنتخبات التي أدت دور "الحصان الأسود" في إحدى الدورات، وإن لم يصل تألقها إلى درجة الصعود لمنصة التتويج وتسلم الكأس، فإنها حققت نتائج جيدة ببلوغها المربع الذهبي وحرمان منتخبات كبيرة من رفع الكأس العالمية.
وفي التقرير التالي نستعرض لكم أبرز المنتخبات التي أجادت دور "الحصان الأسود" عبر تاريخ كأس العالم، في انتظار الحصان الأسود لمونديال روسيا 2018.
1- تركيا 2002:
عرف مونديال 2002 بروز المنتخب التركي بجيله الذهبي تحت قيادة مهاجمه هاكان سوكور صاحب أسرع هدف في تاريخ كأس العالم، ورغم أن "الأتراك" خاضوا النهائيات للمرة الثانية فقط بعد غياب طويل عن الدورة الأولى في عام 1954، إلا أنهم حققوا مفاجأة من العيار الثقيل بعدما بلغوا المربع الذهبي وأسالوا العرق البارد على المنتخب البرازيلي (بطل الدورة) بنصف النهائي, إذ لم يفز أبناء السامبا سوى (1-0), قبل أن يخطف المنتخب التركي المركز الثالث, إثر فوزه على كوريا الجنوبية (3-2).
وهكذا أصبح المنتخب التركي أفضل حصان أسود في تاريخ كأس العالم، بعدما حقق أفضل إنجاز له بحلوله ثالثا في ثاني مشاركة له.
2- كوريا الجنوبية 2002:
عرفت نهائيات مونديال 2002 بروز حصانين أسودين على غير العادة، ففضلا عن المنتخب التركي, برز أيضا صاحب الضيافة المنتخب الكوري الجنوبي بقيادة مدربه الهولندي جوس هيدينك, والمهاجم شا دو ري.
وقبل المونديال لم يسبق لكوريا أن تجاوزت الدور الأول رغم تعدد مشاركاتها، غير أنها استغلت جيدا عاملي الأرض والجماهير، لتحقيق أفضل إنجاز على صعيد المنتخبات الصغيرة المنظمة للبطولة، بعدما نجحت في التأهل للمربع الذهبي.
وعموما نجحت كوريا كمنتخب صغير في تحقيق ما عجزت عنه منتخبات أخرى استفادت من عاملي الأرض والجمهور ومجاملة الحكام على غرار أمريكا في 1994 وإسبانيا في 1982 والمكسيك في 1986 وجنوب إفريقيا في 2010 التي لم تتجاوز دور الستة عشر أو دور الثمانية.
3- كرواتيا 1998:
شاركت كرواتيا في مونديال 1998 بفرنسا للمرة الأولى بعد انفصالها عن يوغوسلافيا، ورغم ذلك حققت أفضل إنجاز في تاريخها, والذي عجزت عن تكراره حتى الآن رغم توالي مشاركاتها في البطولة.
وفي المونديال الفرنسي، نجحت كرواتيا في تجاوز دور المجموعات، ثم تخطت رومانيا بدور الـ16, قبل أن تصطدم بألمانيا, وتحقق مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز عليها, بعدها ضربت موعدا في المربع الذهبي مع فرنسا, لكنها خسرت بصعوبة (1-2).
وفي صراع المركز الثالث, اقتنصت انتصارا غاليا من "أنياب" هولندا (2-1), وخطف نجمها دافور سوكر جائزة "الحذاء الذهبي" برصيد 6 أهداف.
4- بلغاريا 1994:
دشّن منتخب بلغاريا بقيادة نجمه هريستو ستويتشكوف عودته لأجواء المونديال بتحقيقه أفضل نتيجة في تاريخه عندما نجح في بلوغ المربع الذهبي للمرة الأولى والأخيرة، رغم أنه يشارك في النهائيات للمرة السادسة فقط.
وكانت بلغاريا قد تأهلت للنهائيات بشق الأنفس، ولم يكن أحد ليرشحها حتى لتجاوز دور المجموعات خاصة بعدما أوقعتها القرعة إلى جانب منتخبات الأرجنتين, ونيجيريا, واليونان, إذ تفوقت على الأرجنتين واليونان, وخسرت من نيجيريا, ثم تجاوزت منتخبات المكسيك وألمانيا في دور الـ16 والـ8 تواليا, قبل أن تخسر أمام إيطاليا في المربع الذهبي, ثم أحرزت المركز الرابع بالسقوط أمام السويد، إلا أن ستويتشكوف توّج بجائزة "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في البطولة بستة أهداف مناصفة مع الروسي أوليغ سالينكو.