خلال متابعة وسائل الاعلام التي تتحدث بكثافة عن جولة جاريد كوشنير صهر الرئيس الأمريكي وجيبسون غرينبلات مبعوثه للتسوية للشرق الأوسط التي تهدف على ما يبدو لوضع البهارات والتوابل لــ(طبخة القرن) التي تطهى على نار (البابور) والتي يريدون أن يتجرعها الفلسطينيون بالقوة يصاب المرء بحالة من الإحباط الشديد من كم المعطيات التي تتحدث عن تآمر هنا وتواطؤ هناك وهدف الجميع التخلص من شيء اسمه القضية الفلسطينية.
لكن عندما تعيش الأجواء في مخيمات العودة وحالة الإصرار الفلسطيني العجيبة على المواجهة والتضحية والتمسك بالحقوق تنتابك حالة مختلفة من الثقة بأن تلك المخططات لن تمر، لاسيما عند مشاهدة الشبان الذي يقتربون من السياج الفاصل بصدورهم العارية في مواجهة بنادق القناصة الإسرائيلية، بل ولا يهابون الطلقات المتتابعة والإصابات التي يتعرض لها زملاؤهم.
وتعززت الثقة أكثر بالشعب الفلسطيني عندما خرج جمهور الضفة في رام الله عند دوار المنارة ليهتف مطالباً برفع العقوبات عن غزة ورفضه لصفقة القرن بل ومهاجمته للتنسيق الأمني.
مبعوثو الولايات المتحدة للشرق الأوسط على مدار تاريخ طويل كثر حاولوا خلاله تصفية القضية الفلسطينية بدءًا من هنري كيسنجر وجورج شولتز ودينيس روس وكونداليزا رايس وأنطونيو زيني وجون كيري نجحوا في بعض المحطات من الوصول إلى تسويات في المنطقة وتسكين حالة المقاومة في أوقات أخرى إلا أن جذوة الجهاد لا تزال مشتعلة والأجيال الفلسطينية المتعاقبة من خلال التتبع التاريخي ليس متوقعاً لها أن تنسى حقها.