قائمة الموقع

مكتوب: أبطال "مونديال غزة" يلعبون بقدم مبتورة على أرض "العودة"

2018-06-25T05:58:23+03:00
ارشيفية
غزة-محمد شاهين

على بعد أمتار من قناصة الاحتلال الاسرائيلي، استعد فريق "الارادة بالعزيمة" لخوض مونديال العودة على الحدود الشرقية، إلا أن الهجوم والدفاع والوسط وحارس المرمي كانوا مبتوري القدم بفعل رصاصة جندي إسرائيلي تعمد قنصهم خلال المسيرات السلمية.

المباراة التي يخوضها اللاعبون تحاكي "كأس العالم" الذي يقام في روسيا، فقد آثر الشباب المبتورة أقدامهم ويهوون لعب كرة القدم أن يلفتوا نظر العالم إليهم من خلال مباراة رمزية تقام بين خيام العودة، برعاية الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة.

مع إطلاق صافرة بداية المباراة تسلح الأصدقاء الجدد الذين جمعتهم الاصابة بالعزيمة من أجل خوض مباراة الفوز بها ليس بالنتيجة وإنما بقهر وحشية الاحتلال "الإسرائيلي"، الذي تعمد استهدافهم بشكلٍ مباشر وبتر أطرافهم، وإيصال رسائل للعالم بأن الفلسطيني متشبث بأرضه مهما بلغ الألم.

 رسائل إنسانية

بعد نهاية الشوط الأول من المباراة اقتنصت "الرسالة" دقائق قليلة للحديث مع اللاعب أحمد سليم الذي بترت قدمه بداية مسيرة العودة، ليحكي عن تجربته في مونديال غزة، فهو أصر على المشاركة في المنطقة التي أصيب بها، وأمام ذات القناصة التي تسببت في بتر قدمه ليقول للإسرائيلي "مهما بلغ حجم التضحيات، فسنبقى متشبثين في أرضنا ووطنا الذي سلب منا عام 1948".

ورغم الإرهاق الشديد الذي عانى منه الشاب العشريني في خوض المباراة، إلا أنه تحامل على جراحه حتى انتهائها، ليوصل رسالة للعالم، بأن الفلسطينيين في قطاع غزة من حقهم أن يتواصلوا في العالم الخارجي بعد كسر الحصار "الإسرائيلي" المفروض عليهم، ومن حقهم ممارسة الرياضة داخل وخارج أرضهم المحتلة.

ويحلم سليم أن يتمكن من كسر الحصار "الإسرائيلي"، من خلال مشاركته المستمرة بفعاليات مسيرات العودة، والخروج من قطاع غزة ليستطيع تركيب طرف صناعي جديد يساعده في الدفاع مجددًا عن وطنه وقضيته العادلة.

أما المصاب مهند النجار، فقد حرص على المشاركة بالمباراة وفي جميع فعاليات مخيمات العودة شرق مدينة غزة بعد إصابته، حتى لا يقال إن اصابته فتت من عزيمته في إيصال رسالته لكل دول العالم بأحقية الفلسطينيين بحق العودة للأراضي المحتلة عام 1948-حسب قوله.

بنبرة مرتفعة، يروي النجار "للرسالة" أن قناصة الاحتلال نجحت في إصابته بشكلٍ متعمد داخل مخيمات العودة السلمية، إلا أنها لم تنجح في ابعاده عن المطالبة بحقه وحق أهالي قطاع غزة بكسر الحصار "الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 12 عاماً.

ويؤكد صاحب البشرة السمراء، أنه لن يتوقف عن المجيء لمخيمات العودة والمشاركة بفعالياتها حتى تحقق جميع أهدافها، وأن القناصة "الإسرائيلية" وقنابل الغاز لم تعد سلاحاً ناجحاً في إبعاده عن طريقه الذي اختاره لنصرة قضيته ووطنه.

تحدي للاحتلال

ويرى عبد السلام هنية عضو المجلس الأولمبي الفلسطيني في قطاع غزة، أنه في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى روسيا التي تشهد بطولة كأس العالم، تعيش مخيمات العودة مباريات رمزية تحمل رسالة الإرادة والتحدي للمحتل "الإسرائيلي" عنوانها "سنمارس حياتنا الرياضية رغم حجم الجراح.

ويعبر هنية عن فخره بالمصابين الذي تعالوا على آلامهم من أجل مباراة أهدافها التحدي والإصرار للعيش على هذه الأرض والتمسك بها، ولفت أنظار كل أحرار العالم بأحقيتهم في ممارسة حياتهم الرياضية.

بدوره ثمن خالد البطش أمين سر الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، جهود المصابين بعد اقامتهم "المونديال المصغر"، الذي يحمل رسالة أنه الشعب الفلسطيني يستحق الحياة، مضيفاً "اننا في غزة نحب الرياضة لكن الاحتلال قتل وبتر أطراف الآلاف من الأبرياء.

ولم تقتصر آلة القتل "الإسرائيلية" على إصابة المتظاهرين السلميين فقط، إذ استشهد خلال مسيرات العودة عدداً من الرياضيين الفلسطينيين أبرزهم الشهيد أحمد العاصي لاعب نادي خدمات خانيونس الذي ارتقى متأثرا بجراحة.

اخبار ذات صلة