انطلقت أعمال مؤتمر "واشنطن" لمانحي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في مقر الأمم المتحدة، بعدما تعالت أصوات المنظمة الدولية بضرورة إنقاذها من أزمة مالية خانقة، تمنعها من مواصلة تقديم خدماتها لأكثر من 5.3 مليون لاجئ، خاصة الصحيّة والتعليمية وبرنامج الطوارئ الغذائي.
وتفاقمت أزمة أونروا إثر خفض الولايات المتحدة مساهمتها في موازنتها بمقدار 250 مليون دولار، فيما تعول على مؤتمر المانحين لسد أو تقليص العجز المالي الذي تعاني منه، منذ العام الماضي، وهو المؤتمر الثاني الذي تعقده في غضون ثلاثة أشهر بهدف إيجاد مصادر تمويل جديدة لأونروا.
المحلل السياسي طلال عوكل أكد أن المؤامرة كبيرة وتتعلق بمسؤولية المجتمع الدولي، بعدما سحبت الولايات المتحدة يدها من أنروا باعتبارها صاحبة أكبر مساهمة في ميزانيتها، موضحاً أن أمريكا تبتز المجتمع الدولي في أكثر من موضوع وخاصة فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني .
تعريب المنظمة
وقال عوكل في حديث لـ "الرسالة نت ": "مؤتمر واشنطن يبرز إرهاصات ما ستكون عليه الأمم المتحدة ودورها، وهناك خشية من تعريب المؤسسة الدولية بحيث يصبح المساهمين الأكبر هم من العرب، وبالتالي ترفع المسؤولية عن المجتمع الدولي تدريجياً عن هذا الموضوع".
وحول قدرة العرب على سد العجز في ميزانية أنروا أوضح أنه لو أجبنا على سؤال ما إذا كانت العرب قدموا ما يلزم لإنقاذ القدس؟، الإجابة ستكون هي ذاتها على سؤال تغطية عجز أنروا، منوهاً إلى أن هم جزء من اللعبة الدولية، وأنهم مقصورن تجاه القدس وتجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى هناك تواطؤ من بقية أطراف المجتمع الدولي الفاعلة، فهي غير قادرة الآن على أن تحل محل الولايات المتحدة وتغطي العجز ويعيد لأنروا دورها الأساسي، لكن ستعمل بشكل مؤقت على التنقيط في حلق أنروا حتى تموت بالتدريج في ضوء العجز بالميزانية.
وشدد عوكل أن موت أنروا يعني أن الصراع مفتوح على مصراعيه لكافة الحقوق الفلسطينية، ولن يبقى مرهون بوجود أنروا أو انهائها، وسيعيد الصراع إلى صراع وجود وليس حدود.
تهديد للسلم والاستقرار
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني مع سابقه بأن استمرار العجز في ميزانية أنروا، وتحقيق تهديدها بعدم فتح أبواب المدارس في العام المقبل، سيجعل الجيل الجديد يتجه إلى التطرف، ويشكل تهديد حقيقي للسلام والاستقرار الإقليمي.
وأكد في حديث لـ "الرسالة نت" أن أزمة أنروا مالية بسبب سياسي، لخلق لواقع سياسي جديد يهدف إلى تصفية أنروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن مؤتمر واشنطن جاء ليستبدل الأمم المتحدة بدعم إنساني مباشر لمشاريع تنمية في قطاع غزة.
ونوه إلى أن سياسة ترامب في المنظمة العالمية تعمل على تآكل دور انروا تدريجياً إلى أن ينتهي، ومن ثم الإعلان عن المراحل الأخرى والتي تصل إلى إنهاء حق العودة بشكل مباشر، وعقد المؤتمر يأتي في سياق وضع المجتمع الدولي أمام واجباته