أكدّ العقيد رامي العايدي مدير جهاز الدفاع المدني في محافظة الشمال، وصول نسبة العجز في الامكانيات لدى الجهاز لـ80% تقريبًا، في ظل استمرار حالة الطوارئ لدى الجهاز التي أعلنت منذ بداية انطلاق فعاليات مسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من مارس الماضي.
وقال العايدي في حديث خاص بـ"الرسالة نت" إن الجهاز متواجد بأفراده ومعداته بالفعاليات منذ اليوم الأول، موضحًا أن عملهم يتمثل بـاسعاف المصابين واخلائهم على الفور بمركبة الإسعاف التابعة للجهاز، إضافةً للتعامل الميداني والفوري مع أي حرائق قد تشب في المكان نتيجة إلقاء قوات الاحتلال لبعض المواد المشتعلة والقنابل على جموع المتظاهرين.
وأضاف: "الجهاز بالمحافظة الشمالية يعمل بأطقمه الإخلائية الثلاثة، مع وجود مركبة إسعاف للتعامل الميداني جنباً إلى جنب مع طواقم الإسعاف والطوارئ مع الحالات التي تُستهدف في الميدان بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع".
وبيّن العايدي طبيعة التنسيق الموجود بين الجهاز والجهات الأخرى كوزارة الأشغال العامة والبلديات التي تُوفر لهم بعض المعدات الثقيلة كـ "الشاحنات والكباشات"، مع وجود تعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني، "بحيث تعمل هذه الجهات كمنظومة واحدة تتكامل فيما بينها لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني" على حدّ تعبيره.
و"على الجانب الأخر فهنالك تنسيق مع الصليب الأحمر الدولي لضمان عمل فرق الدفاع المدني على خطوط التماس مع العدو دون أن تتعرض للاستهداف المباشر من قبل جنود الاحتلال"، بحسب العايدي.
و"على الرغم من ذلك إلا أن هنالك بعض الإصابات في صفوف الدفاع المدني على امتداد القطاع أثناء تأدية عملها في فعاليات مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت منذ الثلاثين من آذار المنصرم، حيث استشهد أحد أفرادها وهو النقيب موسى أبو حسين، إضافة إلى 21 إصابة، كان نصيب المحافظة الشمالية منها 5 إصابات توزعت بين إصابتين بالرصاص الحي، و3 بقنابل الغاز"، وفق قوله.
تنكر الحكومة
وفي غضون ذلك، حذر العايدي من خطورة تداعيات تجاهل حكومة رامي الحمد الله لدورها اتجاه دعم الجهاز لمواجهة هذه التحديات، مشيرا إلى وجود نقص في الموارد البشرية والمادية تقدر نسبته80%، خاصة، "وأن العمر الافتراضي للمعدات ومركبات الجهاز قد انتهي، كما أن منع الاحتلال ادخال مادة الفوم المستخدمة في إطفاء الحرائق البترولية أدى إلى عجز كبير في عمل الجهاز".
و"فعلياً فإن طواقم الدفاع المدني تُعاني من نقص كبير واهتراء في معداتها التي عفا عليها الزمن وهي بحاجة إلى صيانة دورية، وما أسعفهم قليلاً هو تقديم بعض الجهات والمؤسسات دعماً اتقوا به توقف الجهاز عن العمل، وعملوا على إعادة تأهيل بعض المركبات والمعدات"، كما يقول العايدي.
وطالب حكومة الحمدلله بالوقوف عند مسؤوليتها اتجاه الجهاز، لسد حالة العجز وضمان استمرارية تقديم خدمة الجهاز الإنسانية لأبناء الشعب، مطمئناً المواطنين أن الجهاز برغم قلة إمكانياته وشُح موارده إلا أنه يمتلك من الإرادة والعزيمة ما يجعله حاضر في الميدان وعلى جهوزية تامة للتعامل مع أي طارئ.
موسم الصيف
وفيما يتعلق بمهام الجهاز على ساحل البحر في موسم الصيف، لفت إلى أن هذه المهام أنيطت بوزارة الحكم المحلي والبلديات العاملة في القطاع، مستدركًا أن "الجهاز يختص فقط بـإجراءات الأمن والسلامة فيما يختص بالمسابح والشاليهات ومدى ملاءمتها للاستجمام والسباحة من المواطنين".
وحثّ العايدي جميع المواطنين للتواصل مع الجهاز حال حدوث أي طارئ، متابعاً: "نعمل على مدار الساعة من خلال غرفة العمليات المركزية ورقم 102، ونستقبل نداءات الاستغاثة من الجمهور في أي وقت ونتحرك بموجبها، ونحن على جهوزية تامة أن نكون في المكان خلال 3 _ 5 دقائق".