ارتكب الطيران الروسي مجزرة، اليوم الخميس، بغارات استهدفت منازل المدنيين في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، مخلفةً نحو عشرين قتيلاً، جلهم مدنيون، وذلك بالتزامن مع مقتل آخرين جراء قصف الطيران الحربي ومدفعية للنظام السوري على بلدات درعا.
وقالت مصادر محلية، أن أكثر من عشرين شخصاً، جلهم من الأطفال والنساء، قتلوا في المسيفرة، نتيجة استهداف الطيران الروسي لأحد المنازل الذي تجمعت فيه بعض العائلات هرباً من القصف.
كذلك، قتل سبعة مدنيين وأصيب العشرات إثر غارات جوية للطيران الروسي استهدفت كلا من مدينتي نوى وداعل في ريف درعا.
إلى ذلك، قال ناشطون محليون إن مدنياً قتل بقصف جوي لقوات النظام السوري استهدف قرية ذات غالبية مسيحية شرق درعا.
وأضاف الناشطون أنّ طائرات حربية من طراز "سيخوي 22" أقلعت من مطار الشعيرات في حمص واستهدفت بغارة قرية خربا، شرق درعا، والقريبة من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، ما أدى إلى مقتل المدني منصور نقولا التوما.
وتشن قوات النظام مدعومة بمليشيات وسلاح الجو الروسي حملة عسكرية في محافظة درعا، تمكنت خلالها من السيطرة على بلدات وقرى عدّة، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين ونزوح عشرات آلاف المدنيين.
وتواصل تلك القوات محاولاتها للتقدم في محافظة درعا على أكثر من محور مستخدمة سياسة الأرض المحروقة، ومحاولة فصل المناطق عن بعضها البعض، وقضمها تدريجياً، وفق السيناريوهات التي اتبعتها سابقاً في الغوطة الشرقية، وغيرها من المناطق.
وأكدت مصادر محلية، اليوم الخميس، أن القصف الجوي والمدفعي لا يزال مستمراً على المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر وخاصة ريف درعا الشرقي، ومنطقة درعا البلد داخل مدينة درعا، مركز المحافظة.
من جانبها، أعلنت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام سيطرة قوات الأخير بشكل كامل على بلدتي ناحتة والمليحة الشرقية، وعلى بلدة صما الهنيدات، المعبر الواصل بين السويداء ودرعا، إلا أن مصادر محلية قللت من أهمية تقدم قوات النظام، مشيرة إلى أن ناحتة والمليحة خاليتان من السكان تماما وهما خط اشتباك.
وذكرت وسائل إعلام النظام أن قوات الأخير بدأت عملية التمهيد الناري في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا باتجاه منشآت الصوامع بهدف قطع خطوط إمداد الفصائل بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية، بهدف الوصول إلى بلدة ومعبر نصيب الحدودي.
ولكن مصادر محلية تؤكد أن قوات النظام لا تزال بعيدة عن المعبر، مشيرة الى أن نحو 50 كيلومترا تفصل هذه القوات عن المعبر الاستراتيجي الذي تتمسك به المعارضة السورية.
سياسياً، ثمة جهود محدودة شهدتها موسكو خلال استقبالها المبعوث الأميركي جون بولتون، لا سيما بعد تحديد موعد لأول قمة خاصة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، من المتوقع أن يكون للتطورات في سورية حظ وافر منها.
كما تستقبل موسكو قريباً وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لبحث التطورات في الجنوب السوري. ويأتي ذلك وسط معطيات حول وجود نوع من التفاهم والتنسيق بين الموقفين الروسي والأميركي بشأن الجنوب السوري، يقضي بإطلاق يد روسيا في سورية شرط لجم إيران، مقابل تسهيل روسيا تمرير "صفقة القرن" الخاصة بالقضية الفلسطينية والتي تحضر الإدارة الأميركية لطرحها خلال الفترة المقبلة.
"العربي الجديد"