قائمة الموقع

مكتوب: حماس: نحو المواجهة أم الحوار ؟

2018-06-30T08:56:48+03:00
عماد عفانة
كتب: عماد عفانة

لا شك أن تحقيق الأعمال الوطنية الكبيرة يحتاج إلى التخطيط والجهد في التفكير ومدارسة الخيارات للوصول إلى الأهداف بأسرع وقت واقل جهد، فضلا عن دراسة إمكانية تحقيق هذه الأهداف في الوقت المناسب لذلك.

والشعب الفلسطيني الذي يملك قضية كبيرة وعظيمة وتتحصن بكثير من الحق، تملك أقوى أوراق هذه القضية وهي اللاجئين، إلا أننا لم نعد نرى لهذه القضية موقعا متقدما في رأس النشاط السياسي للقوى والفصائل فضلا عن سلطة الحكم التنسيق الأمني رام الله.

رغم أن قضية اللاجئين باتت في رأس أجندة الاستهداف الدولي من خلال الجهود المخططة والمتدرجة لتصفية أكبر شاهد على النكبة الفلسطينية وهي وكالة "الأونروا".

فيما يحتفل العدو بمرور 70 سنة على إقامة كيانه المزعوم فوق الأراضي الفلسطينية المغتصبة، يتناسى الفلسطينيون أن عددا من الأجيال حول العالم تعاقب طوال هذه السنوات السبعين، ما بات يفرض علينا بذل مزيد من الجهود في توعية أجيال العالم المتعاقبة بهذه القضية، عبر إثارتها في كل المحافل الدولية والمؤتمرات، ووضعها في رأس جدول المؤتمرات العربية والإسلامية.

أجيال العالم الصاعدة والتي تربت على ثقافة الأكشن الامريكية قد تجد في المعاناة اليومية وشلال الدم النازف لوعة ومعاناة، ضالتها وهي تتابع مياومات قضية احتلال الأرض بالقوة القهرية والمعاناة اليومية المصاحبة لها، ما يستلزم ادامة تسليط العدسات اليها باستمرار، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهود الإعلامية المنظمة الموصلة إلى حصد جملة من القرارات الدولية الملزمة او على الأقل المحرجة للعدو وأعوانه.

المبادرة والمبادأة في عالم متحرك هي ابسط مبادئ أي قيادة سياسية ناجحة في عالمنا المعاصر، لإرغام الآخرين على ردة الفعل المطلوبة، دون الالتفات الى تعليقات الآخرين.

قد يسعى العدو بطرق مباشرة او عبر وسطاء الى جر حماس نحو معارك الحوار واللقاءات غير العلنية والمحادثات البناءة عبر وسطاء يبدون كحلفاء لكنهم ليسوا كذلك.

ولأن حماس أهم لاعب أساسي على الساحة الفلسطينية وبات المهتمون بصناعة الأحداث في المنطقة يعترفون بدورها، ويسعون لإشراكها بل توريطها في النشاطات الدبلوماسية.

فيجب أن تسعى حماس لاستثمار جماهيريتها وحضورها الشعبي، واوراق قوتها في المحافل الدبلوماسية لتحقيق إنجاز سياسي يلبي متطلبات المقاومة في الوقت الذي لا تغفل فيه حاجات الشعب.

لا يعتبر شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته المقاومة بحد ذاتها هدفا بل مجرد وسيلة لكنها مهمة نحو التحرير واستعادة الحقوق.

واستنادا إلى تجارب العدو المريرة مع المقاومة، ربما بات يكفي حماس ومعها مختلف القوى والفصائل التلويح بقوة بهذه الورقة لتحقيق إنجازات دون الحاجة الى الاستماع إلى قرقعة تلقيم المدافع والبنادق.

الجرأة والمبادأة التي صاحبت قرار تفجير الحدود مع مصر ابان عهد مبارك، قاد الى حراك سياسي ودبلوماسي أفشل جهد سنوات من الحرب والحصار لإخضاع المقاومة، وربما حان الوقت لموجة أخرى من القرارات الجريئة والمبادأة غير المتهورة.

حماس التي تقود اليوم أوسع حراك شعبي منذ سنوات المتمثل بمسيرات العودة باتت اليوم في أوج نشاط سياسي على مستوى المنطقة، وتتبوأ موقعا متقدما في واجهة البرامج الإخبارية ليس حول أعمال المقاومة فقط، وإنما أيضا حول القضايا السياسية التي اثارتها الجهود الأمريكية المحمومة في إطار تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن.

وقمة النجاح في قطف ثمار مسيرات العودة اليوم هو الارتكاز في الحوار السياسي مع العدو واعوانه على قاعدة سياسية وطنية مكونة من مجموع قوى وفصائل المقاومة، وعدم تكرار تجربة فتح بالتفرد بارتكاب أكبر وأخطر خطيئة تدميرية بحق قضيتنا الفلسطينية منذ سنة 1948 الا وهي التوقيع على اتفاق أوسلو بمعزل عن المجموع الوطني الرافض لها.

كما يجدر العمل على تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية وتجاوز الانقسام، الذي تتكئ عليه حركة فتح في استمرار سلطة العار والتنسيق الأمني في رام الله رغم انتفاء المبررات الوطنية لوجودها.

كما ينبغي شروع كل المجموع الوطني في مختلف أماكن تواجده، في حوار استراتيجي لتبني مشروع وطني موحد واضح المراحل والجداول الزمنية على مختلف المستويات، مع مراعاة الخيارات المختلفة والسير بها بشكل متواز.

اخبار ذات صلة