قائمة الموقع

مكتوب: السلطة تنتهج سياسة الصمت لمواجهة مخططات الإدارة الأمريكية

2018-06-30T09:27:45+03:00
السلطة تنتهج سياسة الصمت لمواجهة مخططات الإدارة الأمريكية
الرسالة نت - شيماء مرزوق

تواجه السلطة الفلسطينية حالة كبيرة من الحرج نتيجة العقوبات التي تفرضها على قطاع غزة والتي أدخلتها في دوامة نتيجة التناقضات والخلافات الكبيرة التي وصلت حد العراك بالأيدي في اجتماع المجلس الوطني نهاية أبريل المنصرم، ورغم نجاحها في انتزاع قرار من رئيس السلطة محمود عباس إلا أنه لم ينفذ ما يكشف عن حجم الصراع والنفوذ الذي يحيط بالقضية.

في المقابل فان حالة اليأس من اتخاذ السلطة قرارا ينهي تلك الازمة ولدت حراكا لدى الشارع في الضفة الغربية يهدف لإسقاط تلك العقوبات عن غزة رغم التهديدات التي خرجت.

وأمام الإصرار الغريب من السلطة على استمرار العقوبات بل وتبريرها أمام العالم بأن الهدف منها التصدي لمخططات التصفية ومنع انفصال غزة عن الضفة فإنها في المقابل لم تتخذ أي اجراء مواز في الضفة لوقف مخططات تصفية القضية.

وأظهر أبو مازن بطولة مبالغة في كيفية التصدي للإدارة الأمريكية عبر خطاباته الهجومية ورفضه أي لقاءات مع مسؤولين أميركيين إلا أنه على الأرض لم يتخذ أي إجراءات لتغيير الوضع القائم او قلب الطاولة على أطراف الصفقة.

وعلى العكس تماماً فإن سياسة أبو مازن اتجاه الاحتلال لم تتغير بل يتم تعزيزها عبر التنسيق الأمني والاجتماعات بين الوزراء من الجانبين والتي لم تنقطع لكون عباس يدرك أن آخر خيط يربطه بكرسي المقاطعة هو العلاقة مع الاحتلال ووقف التنسيق سينهي وجوده في الضفة.

ورغم إدراك السلطة أن صفقة القرن المقرر طرحها في وقت قريب تعتبر ان مركز الدولة الفلسطينية قطاع غزة مع ربطه بالمعازل السكانية الموجودة في الضفة، وهو ما كان يتطلب اتخاذ إجراءات قوية لتعزيز الوحدة الوطنية والعمل داخل غزة لتعزيز صمود سكانها وتقويتهم امام مخططات التصفية، لكن ما جرى كان العكس تماما وهو فرض عقوبات قاسية دفعت بالقطاع نحو الهاوية وأدخلت الوضع الإنساني في ازمة غير مسبوقة.

تلك الإجراءات القاسية فتحت تساؤلات عن مدى تماشي عباس مع صفقة القرن وتمهيده الأرض لتمريرها عبر سياسته الانفصالية عن غزة، في حين لم نلمس ذات المستوى من الجدية والقسوة على مستوى الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية حيال القضية الفلسطينية، فقد اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقلت سفارتها وبقي أبو مازن عاجزا.

وقد اعتبر القيادي في حركة فتح وعضو المجلس الوطني الفلسطيني نبيل عمرو أن القيادة الفلسطينية كان يجب عليها ان تصر على رفض ما تسرب عن صفقة القرن من معلومات، وأن تتعامل مع الولايات المتحدة الامريكية بمنطق رفض ما تعرف من تسريبات دون قطع العلاقات معها ومن دون أن تنأى بنفسها عن اللعبة الامريكية، خاصة وأنه لا أحد يعلم لماذا فعلت ذلك حتى اللحظة.

وأوضح عمرو ان القيادة الفلسطينية لم تعلن عن خطط لمواجهة صفقة القرن وهي أعلنت ان هذه الصفقة ولدت ميتة ورفضتها وهذا لا يكفي لأنها لم تقدم بديلا سياسيا او أي شيء يعالج اثار هذه الصفقة.

وبين عمرو ان المطلوب ان تقوم القيادة الفلسطينية بإخبارنا ماذا ستفعل خلال الأيام القادمة لان الجميع ينتظر ذلك.

وتنتهج السلطة سياسة الصمت المريب حيال ما يخطط للقضية الفلسطينية في حين قطار الصفقة انطلق ومن الصعب إيقافه خاصة ان دولا إقليمية وازنة تسير في ذات الركب، ومن الواضح ان الإدارة الأمريكية ماضية في مشروعها وعلى استعداد لتجاوز دور السلطة إذا لم تتعاون معها.

وقد قال جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حوار مع صحيفة القدس، " عباس قال انه لن يجتمع بنا، وقد اخترنا عدم ملاحقته. لقد واصلنا عملنا بشأن الخطة وبناء توافق في الآراء حول ما يمكن واقعيًا تحقيقه اليوم وما الذي سيستمر في المستقبل. إذا كان الرئيس عباس مستعدًا للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية.

وتعكس تصريحات كوشنير إصرار الإدارة الامريكية على تمرير الصفقة سواء قبلت السلطة أو لم تقبل خاصة ان رفضها لن يعيق الجهود المبذولة لتمريرها من عدة أطراف بإشراف أميركي فقد بدأت تضح معالم الخطة الامريكية تجاه غزة.

وبحسب المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر فإن مصر ستشارك بها عبر التفاهمات مع حماس لوقف هجماتها المسلحة؛ فيما تتولى دول الخليج تمويل مشاريع الإعمار؛ بإشراف الأمم المتحدة؛ وتتكفل (إسرائيل) بتسهيل إدخال البضائع والسلع؛ مع غياب أي دور للسلطة الفلسطينية.

اخبار ذات صلة