بدت حملات مقاطعة للكيان (الإسرائيلي) بالخارج أكثر رواجا وانتشارا بعد مسيرات العودة الكبرى وجرائم الاحتلال التي أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية.
تلك الحملات نتج عنها العديد من المبادرات والجهود طالت عددا من الجامعات والبلديات الأوروبية التي دعت لمقاطعة الاحتلال ومحاكمة مجرميه، إلا أن تلك الجهود بحسب مطلعين ما زالت منقوصة وفردية تحتاج لعمل مؤسساتي ممنهج لضمان استمراريتها ومراكمة الإنجازات فيها.
وكان مجموعة من المثقفين البريطانيين قد وقعوا مؤخرا عريضة نُشرت في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية؛ للتأكيد على أن دعوات مقاطعة الاحتلال وفرض العقوبات عليه وسحب الاستثمارات منه "ليست لها علاقة بمعاداة السامية".
كما سجلت حركة المقاطعة نجاحاً جديداً من خلال إصدار ائتلاف طلابي واسع في جامعة كامبريدج بياناً يحث الجامعة على قطع علاقاتها مع شركة المعدات الثقيلة كاتربيلر (Caterpillar) وشركة الأمن والأسلحة (BAE) لتورطهما المباشر في الجرائم الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان.
حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن مسيرات العودة وكسر الحصار مثلت فرصة كبيرة لإيصال صوت الحق الفلسطيني الى العالم وقد قامت الجهات المختصة في الحركة في الخارج بالتواصل المباشر وعبر اللقاءات او الاتصال او الرسائل مع العديد من الدول والاطراف الاقليمية والدولية لشرح حقيقة ما يجري على الارض وحجم معاناة الفلسطيني مقابل الاجرام الذي يمارسه الاحتلال ضد الحراك الجماهيري السلمي.
وذكر بدران "للرسالة" إن حركته طالبت الجميع بضرورة اخذ الدور المطلوب في الوقوف الى جانب الفلسطينيين وتقديم مختلف أنواع الدعم والمساندة اعلاميا وسياسيا وماليا ودبلوماسيا.
وبين أن حراك العودة مستمر وبدت آثاره في العديد من المجالات، مؤكدا أنه يحتاج إلى المزيد من العمل لان واقع غزة صعب ويتطلب حلولا حقيقية لرفع الحصار والمعاناة.
بدوره قال الدكتور باسم نعيم رئيس حملة المقاطعة - فلسطين إن مسيرات العودة كفكرة سلمية للتعبير عن الرفض للاحتلال ولسياسته العنصرية، وما ارتكب بحق المتظاهرين خلالها شكلت دافعا لمقاطعة الاحتلال في الخارج، مشيرا إلى أن هناك العديد من الفعاليات لفنانين وناشطين كان من المقرر أن تكون داخل الكيان (الإسرائيلي) لكن تم إلغاؤها بعد جرائم الاحتلال ورفضا لعنف الاحتلال بحق المسيرات.
وذكر أن عددا من الأنشطة الكبيرة للحملة نفذت في الخارج منها ما يتعلق ببلديات في اسبانيا وايرلندا قررت مقاطعة الاحتلال، فيما ألغيت فعاليات مبرمجة لهذا العام في أراضي فلسطين المحتلة.
وبحسب نعيم فإن مسيرات ضخمة خرجت في المدن الأوروبية وكان عنوانها الأبرز الدعوة لمقاطعة الاحتلال، موضحا أن مسيرات العودة وما تخللها من أحداث فتحت بابا كبيرا لتعزيز الرواية الفلسطينية في الصراع وأفسحت المجال للتواصل مع العالم.
وبحسب نعيم يوجد مشكلتين تواجه عملهم وهي تمرس اللوبي الصهيوني وامتلاكه للإمكانيات المالية الهائلة لنشر روايته، وكذلك العمل الفلسطيني الفردي في مجال المقاطعة بعيدا عن المؤسساتي الممنهج والمنظم .
وأشار إلى أن سفارات فلسطين حول العالم والعشرات من المؤسسات والجالية كان بإمكانها القيام بدور أكبر وعمل أفضل في المجال، مؤكدا أن الإنجازات إذا لم يراكم عليها ويتم مأسستـها ستبقى مؤقته، وإذا توقفت المسيرات وانشغل العالم بقضايا أخرى سينسى هذا العمل.