مكتوب: الحيرة في السياسة

رامي خريس
رامي خريس

رامي خريس

يحتار المرء في اتخاذ موقف حاسم في تقديره للمواقف السياسية للأطراف المختلفة من "صفقة القرن"، ففي اللحظات التي تعبر في تصريحات متكررة عن رفضها المطلق للصفقة، يبدو سلوكها السياسي مختلفاً بل معاكساً لما يقولون.

وينطبق عليهم المثل المصري:" أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أتعجب.

ويصبح المراقب كالمواطن، في حَيرة وتردد وتساؤل دائم عن حقيقة المواقف وتوجهات أصحابها الحقيقة.

لكن مع قليل من التدقيق والمراجعة لا تجد بداً من وضع الكثير من علامات الاستفهام؟

فكيف ترفض انفصال غزة، التي هي أساس "صفقة القرن" وأنت تدفع باتجاه إيجاد البيئة المناسبة لتحقيق ذلك من خلال تنصلك من مسؤوليات سلطتك وحكومتك تجاهها؟

تقول إنك ترفض "صفقة القرن" ولا نجد منك فعلاً يباعد بيننا وبينها

تقول إنك ترفضها ولا يرى أحد منك خطوات حاسمة لتوحيد القوى الفلسطينية المناهضة لها.

 تقول إنك ترفضها ولا نعرف ما الذي ترفضه منها تحديداً وما الذي يمكن أن تقبله بعد ذلك.

وهكذا يبدو أن غموض المواقف تبدده الأفعال على الأرض التي نشاهدها ونلمس أثرها.

نستطيع الجزم أن من رفض ويرفض "صفقة القرن" فعلا هو ياسر أبو النجا الذي وقف أمام آلة الاحتلال بجسده الصغير، ومن يؤيد نهج ياسر، أما من يناورون بالكلام فقط فالحكم على مواقفهم لا على تصريحاتهم.

البث المباشر