أصدر الدفاع المدني في غزة صباحا اليوم بيانا بمناسبة مرور عام على حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، موجها التحية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على صبرهم وصمودهم على مدار سنة كاملة من الحرب الإسرائيلية.
ووجه التحية إلى فرسان جهاز الدفاع المدني الذين يصلون الليل بالنهار ولم يكلوا ولم يملوا من القيام بمسؤولياتهم والالتزام بواجبهم الوطني والديني والأخلاقي تجاه أبناء شعبهم، ولجميع شركاءه في الخدمة الإنسانية في المجالات كافة.
وقال البيان :" بعد مرور سنة على الحرب المستمرة على قطاع غزة، نؤكد أن جهاز الدفاع المدني يعمل بأقصى طاقته، التي لا تتجاوز 20% من القدرة الأساسية للجهاز؛ وذلك بسبب تعمد الاحتلال استهداف مقار ومركبات الدفاع المدني واستهداف الكوادر أثناء القيام بواجبهم، حيث أدى ذلك لتدمير 52 من المركبات بأنواعها تدميرا كليا وحزئيا، واستشهاد 85 من العناصر والكوادر وإصابة 292 آخري" .
كما دمر الاحتلال الإسرائيلي تدميرا كليا (11) مركبة إطفاء وإنقاذ، و(مركبتين) انقاذ للتدخل السريع و(4) مركبات صهريج للتزود بالمياه،ودمر (8) مركبات اسعاف ومركبة سلم هيدروليكي و(12) مركبة إدارية، وهذا ما يؤكد أن قوات الاحتلال تقصد وقف العمل الانساني وتدخلاته التى تساهم في إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات، حسب أرقام الدفاع المدني.
كما تعرضت (7) مركبات اطفاء لأضرار يمكن إصلاحها في حال توفر الدعم وقطع الغيار اللازمة، أيضا تضررت (3) مركبات إنقاذ و(3) مركبات اسعاف ومركبة صهريج للتزود بالمياه، وهي مركبات يمكن أن تعاد للخدمة في حال سمح الاحتلال بإدخال قطع الغيار المناسبة لإصلاحها.
ولفت البيان إلى إن استمرار تجاهل تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية، جعل الاحتلال الإسرائيلي يمعن في استهداف مقدرات وكوادر الدفاع المدني، فقد استهدف المقرات بشكل مباشر "6 مرات" واستهدف طواقم العمل أثناء القيام بمهامها في مسرح الأحداث 14 مرة.
وأضاف إلى إن أكثر من 47% من طواقم الدفاع المدني قد تعرضوا للخطر الجسدي، عوضا عن أن جميعهم تعرضوا للضرر النفسي بفقدان أحد من أقاربهم أو بيوتهم.
وقال الدفاع المدني أنه و منذ بداية الحرب قام بمهمات توازي عمله بما يعادل 40 عام/عمل حسب زمن الاستجابة والسيطرة، مقارنة بعمله الطبيعي قبل الحرب.
كما و استقبل الدفاع المدني خلال حرب الإبادة الجماعية 90,000 اتصال نداء استغاثة، وقد تمكن من الاستجابة لأكثر من 75,000 نداء نتج عنها ما يزيد عن 260,000 مهمة، تنوعت بين إنقاذ وإخلاء وإسعاف مصابين وإخماد حرائق وانتشال شهداء، ولم تتمكن طواقمه من الاستجابة لأكثر من 15,600 نداء استغاثة، وذلك بسبب وجود معيقات وصعوبات كثيرة يضعها الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم قلة الإمكانيات فقد استطالعت طواقم الدفاع المدني ترافقها الطواقم الطبية انتشال 37,210 شهيدا من المنازل والشوارع والأماكن المستهدفة، وأعاق الاحتلال انتشال آلاف جثامين الشهداء التي لا زالت تحت الأنقاض المدمرة.
ونوه البيان بعد عام من حرب الإبادة إلى أن استمرار التجاهل الدولي في توفير الدعم اللازم للدفاع المدني في قطاع غزة سيزيد العجز بشكل حاد في المقدرة على تلبية نداءات الإستغاثة للمواطنين، حيث إن طواقمه لم تتمكن من الاستجابة لكثير من هذه النداءات بسبب نقص الوقود وعدم توفر كثير من معدات وأجهزة الدفاع المدني، وكذلك تعمد قوات الاحتلال منع وعرقلة وصول الطواقم في المناطق التي يتوغل فيها من خلال إغلاق شوارعها ومنافذها.
كما أكد إن طواقم الدفاع المدني ومقدمي الخدمة الإنسانية في قطاع غزة تواجه منذ بداية هذه الحرب تحديات كبيرة جدا، وإن تهرب المؤسسات الدولية من واجباتها قد فاقم من هذه التحديات والصعوبات.
وطالب بتوفير قطع الغيار الخاصة بمعدات ومركبات الدفاع المدني، ليستطيع إصلاح المعدات والمركبات المتعطلة لإستمرار عمل فرق التدخل الإنساني، بالإضافة إلى توفير الحماية لكوادر جهاز الدفاع المدني أثناء القيام بواجبهم الإنساني، وكذلك عدم استهداف مركبات ومعدات الجهاز المتهالكة أساساً.
وناشد العالم للضغط على الاحتلال لإدخال معدات عاجلة للدفاع المدني بمختلف أنواعها؛ من أجل القيام بواجبه في ظل استمرار العدوان والقصف المستمر في جميع أنحاء قطاع غزة، بالإضافة إلى معدات ثقيلة للعمل على رفع أنقاض المنازل والمنشآت المستهدفة لانتشال جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد لا زالوا تحت الركام، وهم غير مدرجين في الإحصائية الرسمية المعلنة لشهداء العدوان.
كما طالب بإدخال الكميات اللازمة من الوقود المخصص لمركبات الدفاع المدني الذي تسبب شحه في العجز عن الوصول لأماكن يتم استهدافها بسبب عدم توفر الوقود؛ ما أدى لاستشهاد مئات من المصابين الذين يتعذر تقديم الإسعاف اللازم لهم.