قائمة الموقع

مكتوب: مساحة الـ 6 أميال تخذل 4 آلاف صياد في موسم "السردين"

2018-07-02T14:32:30+03:00
ارشيفية لصيد سمك السردين
الرسالة-محمد شاهين

حالة من الإحباط احتلت قلوب 4 آلاف صياد فلسطيني، بعد انقضاء موسم "يونيو" الذي في العادة يجلب أسماك "السردين" بكثرة داخل شباك الصيادين، ما يعود عليهم بتحسن اقتصادي خلال هذا الموسم القصير، إلا أن آمال الصيادين تحطمت في هذا الموسم بعدما هجرت الأسماك الـ 6 أميال.

الصيد العشوائي والجائر على مدار الساعة داخل المساحة الضيقة التي يحصر بها الاحتلال "الإسرائيلي" صيادي قطاع غزة، جعل الـ 6 أميال منطقة منكوبة بحرياً، لا تصلح للصيد بعد خلوها من معظم الأسماك الدائمة والموسمية، واقتصار ما بها على الأسماك رخيصة الثمن والصغيرة مثل (القراص وبذرة السردين).

ومع استمرار الحصار "الإسرائيلي" على قطاع غزة للعام الـ 12 على التوالي، وارتفاع وتيرة انتهاكات الاحتلال بحق الصيادين من إطلاق نار واعتقال وحرق مراكب وغيرها..)، ازدادت حالة الصيادين سوءاً حتى ارتفعت نسبة الفقر وسط الصيادين الى 99% حسب ما أعلنه زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين.

مولد بلا حمص

يختصر الصياد عبد سعد الله، وصف موسم "السردين المنصرم"، بالخروج من "المولد بلا حمص"، بعد عدم مقدرتهم من اصطياد سمكة "السردين"، التي تلقى قبولاً واسعًا عند الغزيين، واختفائها بنسبة 95% في أبرز مواسمها بالإضافة إلى باقي أنواع الأسماك الموسمية التي ترافقها.

ويوضح سعد الله في حديثه مع "الرسالة"، بأن كمية الصيد تزداد سوءًا عامًا بعد عام، إثر انحباس الصيادين داخل المساحة الضيقة للصيد، وملاحقتهم الأسماك الصغيرة قبل الكبيرة على مدار الساعة، ما يجعل مهنة الصيد في قطاع غزة مهددة بالانقراض.

ويشكو المعيل لأربعة أطفال من خروجه من موسم "السردين"، مثقلاً بالدين لمحطة الوقود التي كانت تزود مركبته بـ "البنزين" اللازم لتشغيلها، أملاً بأن يصطاد كمية كبيرة ويعيد سدادها إلا أن هذا لم يحدث وبقي على كاهله 2000 شيكل، في المقابل كان يحصّل هذا المبلغ في أقل من 3 أيام خلال المواسم الماضية.

الأمل في "التشرين"

ورغم أن ضياع موسم "السردين" الذي كان ينتظره صيادو قطاع غزة على أحر من الجمر، إلا ان الصياد محمد عبد الحليم، ما زال يأمل في موسم "التشرين" الذي يستمر لشهرين، بتعويض الضرر الذي لحق به هذا الموسم.

يحكي عبد الحليم، "للرسالة"، أن الانتهاكات "الإسرائيلية" داخل بحر غزة وحظر دخول معدات الصيد، يعد سبباً أساسياً في تدهور قطاع الصيد ووصوله لأسوأ حالاته منذ ممارسته المهنة قبل 25 عاماً، وإجبار 4000 صياد بالعمل داخل صندوق الـ 6 أميال لم يعد أمراً محتملا بعد نفاد الأسماك بداخله.

ويطالب الصياد المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان بالتدخل الفوري وإنقاذ قطاع الصيد الذي قد يشهد انهيارا كاملا، وإجبار الاحتلال على توسعة مساحة الصيد إلى 20 ميلاً بحرياً وفقاً لما نصت عليه اتفاقية أوسلو حتى يستطيعوا الوصول إلى الأسماك المقيمة داخل بحر غزة.

ويشدد الأربعيني على ضرورة ان تتوقف آلة القتل البحرية "الإسرائيلية" داخل البحر، والسماح بإدخال القوارب الجديدة وجميع معدات الصيد الضرورية والتي حرم منها الصياد الفلسطيني على مدار 12 عاماً إلى قطاع غزة.

لا بديل عن توسعة المساحة

بدوره، يؤكد نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمد مفاقمة أزمات الصياد الفلسطيني، إذ يحاربه على جميع الاتجاهات، سواء بملاحقة مراكب الصيد داخل مياه البحر، أو على صعيد منع دخول مراكب ومعدات الصيد اللازمة والضرورية، أو على صعيد تقليص وحصر مساحة الصيد.

ويقول عياش في حديثه "للرسالة"، "إن معظم الحلول تتركز في توسعة مساحة الصيد، وتمكين الصيادين من الوصول إلى الصخور العميقة التي تتواجد بها كميات وافرة من الأسماك المقيمة، وهذا يتطلب الوصول إلى ما بعد الـ 12 ميلا بحريا".

ويصف نقيب الصيادين موسم شهر يونيو، بالمعدوم، بعد عدم ظهور أسماك (السردين والسكمبلة) التي كانت في الماضي ضيفاً غزيراً في شباك الصيادين، ما جعل حياتهم ووضعهم الاقتصادي ينحدر إلى ما تحت الصفر-حسب قوله.

وطالب عياش المؤسسات الدولية والدول المانحة بدعم الصياد الفلسطيني، حتى يمكن المحافظة على هذه المهنة التي بدأت تعيش ظروفاً قاتلة، بفعل الممارسات "الإسرائيلية" التي تنتهك جميع القوانين والشرائع الدولية.

اخبار ذات صلة