لم تتماشى هتافات العشرات من المتضامين مع غزة ومطالبهم برفع الحصار والعقوبات مع رغبات الأجهزة الأمنية في مدينة نابلس، لذا قرروا السطو على المتظاهرين وحوروا الهتاف لتصدير مواقف أمنية معدة مسبقا.
من شاركوا رفعوا العلم الفلسطيني بالإضافة إلى لافتات كتب عليها "بدنا كهربا في غزة، ارفعوا العقوبات عن غزة، الوطن يوحدنا، بالوحدة الوطنية نجابه الاحتلال ومستوطنيه، يسقط التنسيق الأمني" وهتفوا "بالروح بالدم نفديكِ يا غزة".
في المقابل حولت الأجهزة الأمنية المسيرة السلمية لاعتداءات وعلى المشاركين وخاصة الصحفيين منهم.
وبحسب القائمين على حراك رفع العقوبات عن غزة، فإن عناصر من الاجهزة الامنية بلباس مدني اعتدوا على بعض المشاركين في مسيرة رفع العقوبات في نابلس.
واوضحوا في تصريحات مقتضبة، إن أجهزة امنية بلباس مدني اعتدوا على الصحفية لارا كنعان، اثناء تغطيتها المسيرة في نابلس، وصادروا هاتفها.
وأظهر مقطع فيديو في نهاية المسيرة، حدوث عراك بين المشاركين في مسيرة الحراك، وآخرين رفعوا صورا للرئيس محمود عباس.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كشفت حقيقة ما جرى في المسيرة الجماهيرية الداعية لرفع العقوبات عن قطاع غزة، والتي جرت مساء السبت بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وقالت في بيان لها إن أعضاءها وأنصارها احتشدوا أمام شارع فلسطين، ومعهم حشد من أعضاء وأنصار الجبهة الديمقراطية، واتجهوا سويا نحو المكان المخصص للتجمع بميدان الشهداء.
وأكدت أن الفعالية تخللها العديد من التجاوزات، سواء بالكلمات أو الشعارات أو اليافطات والهتافات.
وأضافت "كان واضحا وجلياً محاولة تمييع المسيرة، وحرفها عن هدفها الرئيس الذي أقيمت من أجله، وهو رفع العقوبات عن أهلنا بالقطاع، فهذا هو العنوان الأهم بإرساء مقدمات إنهاء الانقسام ومواجهة صفقة القرن".
وأشارت إلى أن محاولة الابتعاد عن ذكر كل ما يتعلق بغزة، استفز المشاركين الذين أتوا للتضامن مع غزة، ووجهت نداءات عديدة لتصويب المسار، دون أي تجاوب من المعنيين والمكلفين.
وحين اقتربت المسيرة من نهايتها، اتخذت الجبهة قرارها بالانفصال عن المسيرة، والتوجه إلى شارع آخر، والهتاف لغزة والتعبير عن إرادة الناس ومطالبهم، باعتبار ذلك حقا مشروعا لتلبية ما أتوا من أجله، وقد التف حولها عدد واسع من الجماهير، بحسب البيان.
وقالت: إن "المسيرة قوبلت باقتحامها من بعض أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية، وقوبل المشاركون والمتظاهرون بالسب والشتم واتهامهم بالعمالة والخيانة، ومن ثم جرى الاعتداء على المتظاهرين وعلى إحدى الإعلاميات وهي بزيها الصحفي".
وعبرت الجبهة عن إدانتها واستنكارها للتجاوزات التي وقعت بداية المسيرة الوطنية، وكذلك للاعتداء المادي والمعنوي على المسيرة التي انفصلت وطالبت برفع العقوبات عن غزة.
ودعت الجبهة لمحاسبة كل من اعتدى على المتظاهرين، والوقوف بمسؤولية أمام هذه التجاوزات وهذا السلوك العدواني الذي نفذته عناصر من حركة فتح والأجهزة الأمنية والذين كانوا يرتدون اللباس المدني.
وتأتي هذه المسيرة ردًا على جملة من العقوبات التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس على قطاع غزة في نيسان/أبريل 2017، إلا أن العقوبات تواصلت وزادت في إبريل الماضي ليصل الخصم من رواتب الموظفين إلى نحو 70%.
ويعاني القطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة أوضاعًا معيشية متردية جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ نحو 12 عامًا، إضافة إلى استمرار العقوبات التي يفرضها عباس منذ مارس العام الماضي.
السياسي الدكتور هاني المصري قال إن قمع مسيرة نابلس بأشكال مختلفة والاعتداء على الصحافية لارا كنعان، وقبلها على الصحافية مجدولين حسونة بحاجة إلى محاسبة، فالتظاهر والتعبير عن الرأي حق وليس منة من أحد.
وأكد أن العقوبات يجب أن ترفع عن غزة فورا تمهيدا لإنهاء الانقسام ولإحباط صفقة ترامب.
في حين قالت الصحفية والناشطة وفاء عبد الرحمن في تغريدة لها:لا أفهم لماذا يستفزهم اسم #غزة لهذه الدرجة؟
وأضافت: فيديو المظاهرة من #نابلس يجب أن يدرس، فهتاف مثل #يسقط_التنسيق_الأمني بماذا يستفز الأشاوس؟ إذا المجلس المركزي والمجلس الوطني أجمعا على قرار انهاء التنسيق الأمني، يعني بالشعبي قالا #يسقط_التنسيق_الأمني، بيكون الزعلانين محسوبين على مين؟؟؟ حد يشرحلهم يا جماعة!