في الوقت الذي يتعرض المسجد الأقصى لانتهاكات مستمرة من سلطات الاحتلال، قرر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" رفع الحظر عن زيارات أعضاء الكنيست والوزراء للأقصى في محاولة لشرعنه اقتحامه.
وعلى ما يبدو أن نتنياهو هيأ الظرف المناسبة لإعادة السماح لنواب الكنيست والوزراء باقتحام المسجد الأقصى، مستغلاً حالة التطبيع العربي مع "إسرائيل"، وانشغال الفلسطينيين بقضاياهم الداخلية.
شرعية باطلة
رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري اعتبر القرار الذي أصدره نتنياهو بأنه "باطل"، معللاً ذلك بأنه ليس صاحب صلاحية أو وصاية على الأقصى لكي يقرر السماح لأعضاء الكنيست أو لأيٍ كان اقتحامه.
وقال صبري في حديث لـ "الرسالة نت": "هذا القرار مرتبط بالوقف الإسلامي في المدينة المقدسة، وحكومة الاحتلال ليست صاحبة اختصاص أو صلاحية لإصدار هذا القرار". وأضاف "هذا القرار استفزاز لمشاعر المسلمين والمرابطين في باحات المسجد الأقصى المبارك، ويتحمل الاحتلال مسؤولية أي توتر يترتب على اقتحاماتهم".
ودعا الفلسطينيين بضرورة التواجد والمرابطة في الأقصى، والوقوف صفاً منيعاً وموحداً في وجه الإجراءات والقرارات التعسفية بحق المدينة المقدسة، ومطالباً الدول العربية والإسلامية بالوقوف عند مسؤولياتها لأن القدس في خطر أكثر من أي وقت مضى.
استفراد بالأقصى
بدوره، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب، "إن قرار منع نواب الكنيست والوزراء من اقتحام الأقصى نهاية عام 2015 تزامن مع قرار حظر الحركة الإسلامية، بسبب دورها في المدينة المقدسة، واتهامها بأنها وراء الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى".
وأوضح الخطيب في حديث لـ "الرسالة نت": أنه بعد سنتين ونصف يسمح نتنياهو لنواب الكنيست ووزراء حكومته باقتحام الأقصى، ولكن في المقابل يزيد الخناق والتضييق على المرابطين والمدافعين عن الحرم القدسي، للاستفراد بالمدينة القدس وتطبيق إجراءاته التعسفية فيها.
ونوه إلى أن قرار نتنياهو يأتي في ظل ما يراه من حالة الانبطاح العربي وهرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال، وحالة التنسيق الأمني المستمر بينه وبين السلطة. وأشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يشعر أنه في وضع مريح في ظل دعم أمريكي غير مسبوق، وتجرأ في اتخاذ هذا القرار لقناعته أن ردود الفعل ستكون باهتة وخجولة.
وأكد نائب رئيس الحركة الإسلامية أنهم على قناعة ويقين أن الأقصى هو الرقم الصعب، وصلابة صخرة المسجد الأقصى ستحطم أحلام نتنياهو، وأن رهانه على الشعوب العربية والولايات الأمريكية ستفشله الشعوب التي أفشلت نصب البوابات الحديدة من قبل.
قضية خطيرة
من جهته، أوضح رئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين أحمد أبو حلبية أن خطوة نتنياهو قديمة جديدة، وتأتي في ظل تصاعد الهجمة على القدس والأقصى، والتعدي على الأرض والأهل والآثار الإسلامية والمسيحية.
وقال في حديث لـ "الرسالة نت": "تصعيد نتنياهو إجراءاته والسماح بأعضاء الكنيست والوزراء اقتحام المسجد الأقصى يؤكد على قضية خطيرة، وهي الحق اليهودي فيه"، مؤكداً أن الأقصى هوا حق خالص للمسلمين، كما نصت بذلك قرارات اليونسكو والذي اعتبرته جزءاً من المدينة المقدسة.
ونوه أبو حلبية إلى أن الاحتلال كان يخشى في السابق الاحتجاجات الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تخرج رفضاً واستنكاراً لأي قرار يمس المسجد الأقصى والقدس، لكن نتنياهو يستغل الظروف الراهنة على المستوى العربي والإسلامي.